عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية Gladiator
Gladiator
عضو جديد
رقم العضوية : 50181
الإنتساب : Apr 2010
المشاركات : 70
بمعدل : 0.01 يوميا

Gladiator غير متصل

 عرض البوم صور Gladiator

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : Gladiator المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 30-11-2010 الساعة : 08:15 AM




شرائط ولوازم الإيمان في القران

إن للإيمان شروط ولوازم بتوفرها يكون الفرد مؤمناً وإلا لا يصح أن يسمى مؤمنا ، وقد تقدم بيان بعض مستويات الإيمان وأدناها بحسب ما ورد عن رسول الله واله الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم ، و أبرز تلك الشروط التي ذكرها كتاب الله المجيد ، والتي هي محل ابتلائنا منها :
1-الولاية لجميع المؤمنين : قال الله عز وجل : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة71 .
2-حب الله والتواضع للمؤمنين والعزة على الكفار و خشية في الله من لومة اللائمين .
قال الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) المائدة54 .
علاقة الحب بينهم وبين الله عز وجل متبادلة ، إذ قد يدعي أحدُنا أنه محباً لله لكن هل الله يبادله الحب ؟
وقد بين القرآن الكريم حقيقة الحب المتبادل ، قال الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وآله : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) آل عمران31 ، فالحب من الله عز وجل يتحقق للعبد بأتباعه للنبي صلى الله عليه وآله ، ألا ترى أن النبي حبيب الله ؟
وهذه الخصلة تكون جامعة لجميع صفات الكمال ، لكن كلٌ بحسبه ، فتجدهم قمة في التواضع للمؤمن ، والعزة على الكافر ، ويجاهدون في سبيل الله بكل أصناف الجهاد ومستوياته ، ولما كانوا في ساحة الحب الإلهي فهم لا خوف من لومة اللائمين لأنهم أتبعوا أوامر رسول الله صلى الله عليه وآله .
3-الإصلاح في الأرض .
قال الله عز وجل : ( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) الأعراف85 ، وقال الله عز وجل : ( وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) الأعراف56 .
يعتبر الإصلاح من لوازم الإيمان وهو إصلاح النفس بإتباع أحكام وآداب الشريعة وهو بذاته متضمن لإصلاح الغير أو الأرض لأن من أحكام الشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولو كل مؤمن أتبع أوآمر الشريعة حق الإتباع لملئت الأرض قسطاً وعدلاً وهذا ما سيتحقق فعلا بظهور الإمام محمد ابن الحسن المهدي عجل الله فرجه .
ومن الغرائب أن أغلب من يسبب الفساد في الأرض يرى أنه من المصلحين؟! ، وذلك لأسباب تختلف باختلاف الشخص ومسؤوليته ، حتى فرعون يرى من نفسه ذلك كما ذكر الله عز وجل : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ) غافر26 ، وقال الله عز وجل : ( يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) غافر29 ، وقال الله عز وجل وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ) البقرة11 -12 .
فلا أحد يرى نفسه خاطئ أو ضال أو متوهم إلا ما رحم ربي ، وقد وصف الله عز وجل هذه الظاهرة وصفاً نستجير بالله منه ، قال عز وجل : ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) الكهف103 -104 .
ومن شعب الإصلاح ، الإصلاح بين المؤمنين قال الله عز وجل.. فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) الأنفال1 ، وقوله " إن كنتم مؤمنين " أشارة واضحة للزوم الألفة والتحاب والتماسك في الإيمان قال الله عز وجل : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الحجرات10 .
4- الوجل من الآخرة وزيادة الإيمان عند سماع آيات الله .
قال الله عز وجل : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) الأنفال 2- 4 .
5- تقديم رضا الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله على رضا الآخرين .
قال الله عز وجل : ( يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ ) التوبة62 ، الآية الكريمة تشير إلى ظاهرة قد لا تفارقنا في حياتنا الدنيا لأننا نرتبط بأصناف من الناس ، والغالب صنف متبعي الهوى الذين مزاجهم وأفكارهم وسلوكهم مخالفاً للشريعة ، قال الله عز وجل : ( ... وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ) الأنعام119 ، وهم ممن نرجو رضاهم ؟! فمن نرضي الله ورسوله أم أتباع الهوى ؟
يقول الله عز وجل : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) الكهف28 ، وقال الله عز وجل : ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ ) المؤمنون71 .
وهذه الظاهرة تنطبق على كل أمورنا صغيرها وكبيرها ، من عقيدة وسلوك ومواقف والى أبسط الأمور ، فالمؤمن يقدم رضا الله على رضا الجميع ، فماذا ينفعنا لو رضا عنا من في الأرض جميعاً وسخط علينا الله عز وجل ؟ فالمهم أن نتيقن أن عقائدنا وأفعالنا وأقوالنا وحبنا وبغضنا مطابقاً لشريعة الله لننال رضاه وشفاعة سادتنا المعصومين عليهم السلام .
وقد ورد في شفاعتهم عليهم السلام ، عن الحسين بن خالد ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي ، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي ، ثم قال صلى الله عليه وآله : إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فأما المحسنون فما عليهم من سبيل ، قال الحسين بن خالد : فقلت للرضا (عليه السلام): يا بن رسول الله ، فما معنى قول الله عز وجل : ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) ؟ قال : لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه ) .
و عن ابن أبي عمير ، عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام : قال : ( لا يخلد الله في النار إلا أهل الكفر والجحود والضلال والشرك ، ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر ، قال الله تعالى : ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ) قلت : يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله فالشفاعة لمن تجب من المؤمنين ؟ قال : حدثني أبي ، عن آبائه ، عن علي (عليه السلام) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنما شفاعتي لأهل الكبائر ، وأما المحسنون فما عليهم من سبيل . قال ابن أبي عمير : قلت يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله فيكف يكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى يقول : ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) . ومن ارتكب الكبائر فليس بمرتضى ؟ ! قال : يا أبا أحمد ما من مؤمن يرتكب ذنباً إلا ساءه ذلك وندم عليه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله : ( كفى بالندم توبة ) وقال عليه السلام : ( من سرته حسنة وساءته سيئة فهو مؤمن ) فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ، فلم يجب له الشفاعة وكان ظالماً ، والله تعالى يقول : ( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) .
فلنعتبر من إمامنا زين العابدين (عليه السلام): عن طاووس اليماني قال : رأيت في جوف الليل شخصا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول : ألا أيها المأمول في كل حاجة * شكوت إليك الضر فاسمع شكايتي ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي * فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي فزادي قليل ما أراه مبلغي * أللزاد أبكي أم لبعد مسافتي أتيت بأعمال قباح ردية * فما في الورى خلق جنى كجنايتي أتحرقني في النار يا غاية المنى * فأين رجائي منك أين مخافتي ؟ قال : فتأملته فإذا هو علي بن الحسين (عليهما السلام) فقلت : يا ابن رسول الله ، ما هذا الجزع وأنت ابن رسول الله ! ولك أربع خصال : رحمة الله ، وشفاعة جدك رسول الله ، وأنت ابنه ، وأنت طفل صغير . فقال له : " يا طاووس ، إنني نظرت في كتاب الله فلم أرَ لي من ذلك شيئا ، فإن الله تعالى يقول : " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون "، وأما كوني ابن رسول الله ، فإن الله تعالى يقول : " فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون ، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون " ، وأما كوني طفلا ، فإني رأيت الحطب الكبار لا يشتعل إلا بالصغار ثم بكى عليه السلام حتى غشي عليه ) .


حق المؤمن على المؤمن

عن المعلى بن خنيس قال : سألت أبو عبد الله عليه السلام فقلت : ما حق المؤمن على المؤمن ؟ فقال : إني عليك شفيق أخاف أن تعلم ولا تعمل وتضيع ولا تتحفظ ، قال : قلت : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) . قال عليه السلام : للمؤمن على المؤمن سبع حقوق واجبات ليس منها حق إلا واجب على أخيه إن ضيع منها حقاً أخرج من ولاية الله ويترك طاعته ولم يكن له فيها نصيب : أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك وأن تكره له ما تكره لنفسك . والثاني : أن تعينه بنفسك ، ومالك ، ولسانك ، ويدك ، ورجلك . والثالث : أن تتبع رضاه ، وتجتنب سخطه ، وتطيع أمره . والرابع : أن تكون عينه ودليله ومرآته . والخامس : أن لا تشبع ويجوع وتروي ويظمأ ، وتلبس ويعرى . والسادس : إن كان لك خادم وليس له خادم ولك امرأة تقوم عليك ، وليس له امرأة تقوم عليه ، أن تبعث خادمك يغسل ثيابه ويصنع طعامه ، ويمهد فراشه . والسابع : أن تبر قسمه ، وتعود مريضه ، وتشهد جنازته ، وإن كانت له حاجة فبادر إليها مبادرة ، ولا تكلفه أن يسألك ، فإذا فعلت ذلك وصلت بولايتك ولايته وولايته بولايتك ) .


حق المسلم على المسلم


عن رسول الله صلى اله عليه وآله : ( المسلم أخو المسلم ، لا يخونه ولا يخذله ولا يعيبه ولا يحرمه ولا يغتابه ) ، وفي رواية معلى بن خنيس عن الإمام الصادق (عليه السلام): قال : قلت له ما حق المسلم على المسلم ؟ قال (عليه السلام) : ( له سبع حقوق واجبات ما منهن حق إلا وهو عليه واجب إن ضيع منها شيئا خرج من ولاية الله وطاعته ولم يكن لله فيه نصيب ثم قال عليه السلام : أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك وتكره له ما تكره لنفسك ) .
وعن جابر بن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال : ( من حق المسلم على المسلم أن يبر قسمه ويجيب دعوته ويعود مريضه ويشهد جنازته ) ، وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) : ( حق المسلم على أخيه أن يسلم عليه إذا لقيه ويعوده إذا مرض وينصح له إذا غاب ويتبعه إذا مات ) .


لا فرق بين المؤمن والمسلم في الحدود


تقدم أن المسلم والمؤمن يشتركان في الكثير من الحقوق ، وورد في حديث طويل ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال : سمعته يقول : (... قلت له عليه السلام : فهل للمؤمن فضل على المسلم في شيء من الفضائل والأحكام والحدود وغير ذلك ؟ فقال : لا ، هما يجريان في ذلك مجرى واحد ولكن للمؤمن فضل على المسلم في أعمالهما وما يتقربان به إلى الله عز وجل ، قلت : أليس الله عز وجل يقول : " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " وزعمت أنهم مجتمعون على الصلاة والزكاة والصوم والحج مع المؤمن ؟ قال : أليس قد قال الله عز وجل : " يضاعفه له أضعافا كثيرة " فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله عز وجل لهم حسناتهم لكل حسنة سبعون ضعفا ، فهذا فضل المؤمن ويزيده الله في حسناته على قدر صحة إيمانه أضعافا كثيرة ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير.... )
بيننا مابين الله عز وجل والإمام المهدي عجل الله فرجه هل حافظنا على حقوق المسلمين والمؤمنين ، وهل تيقنا أن من بغضناهم وأعلنا البراءة منه هم محاربون وأعداء لآل محمد ؟ فالمصيبة أعظم لأننا لم نميز بين الموالي والمخالف والمحب والمبغض ؟!!

الأخلاق التي تولد الحب والألفة والتي يحثنا عليها القرآن وأهل البيت عليهم السلام

لقد حرص الإسلام على التماسك والألفة بين الناس عموماً والمسلمين أو المؤمنين خصوصاً ، ووضع للجميع واجبات وآداب تجاه بعضهم البعض وشدد على ضروري الإلتزام بها ، ولهذه الآداب من الآثار يعجز عن تحقيقها الدنيا وما فيها ، قال الله عز وجل : ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) الأنفال63 ، وقد بين الله عز وجل لنا أن تحقيق هذه الألفة ودوامها بالإعتصام بحبل الله ، قال الله عز وجل : ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) آل عمران103
وقد ذكر القرآن صنفين للحبل قال الله عز وجل : ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ) آل عمران112 .
وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى : ( إلا بحبل من الله وحبل من الناس ) قال : الحبل من الله كتاب الله والحبل من الناس هو علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فالاعتصام بأخلاق علي (عليه السلام) التي هي أخلاق القرآن هو الذي يحقق الألفة ويحافظ عليها ، فإذا وجدنا في نفوسنا أو مجتمعنا غلظة أو فرقة على مؤمن أو مسلم فلسنا من المعتصمين بحبل الله المتين وصراطه المستقيم .
ويكفينا أن نذكر تأكيد الشريعة المقدسة على ضرورة التواد وحفظ الألفة بين الناس جميعاً فضلا عن كونهم مسلمين أو مؤمنين .
قال الله عز وجل : ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ) الإسراء53 ، فالله عز وجل يأمرنا أن لا نقول قولا ولا نفعل فعلا يمكن أن يكون يخدم الشيطان اللعين في الإيقاع بين العباد ، والقول والفعل الأحسن هو حكم الله عز وجل ، قال الله تعالى : ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة50 ، والذي به يواجه العبدَ الشيطان ، قال الله عز وجل : ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) الأعراف200 ، فالاستعاذة الحقيقة هي الالتزام بأوامر الله عز وجل التي يريد الشيطان أن يحرفنا عنها ، قال الله عز وجل : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة268 ، ويذكر الله عز وجل على لسان الشيطان : ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ) الأعراف16 .
وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( خياركم أحسنكم أخلاقا الذين يألفون ويؤلفون ) ، وعنه صلى الله عليه وآله : ( رأس العقل بعد الإيمان التودد إلى الناس ) ، وعنه صلى الله عليه وآله ( أقربكم مني غدا في الموقف أصدقكم للحديث وآداكم للأمانة وأوفاكم بالعهد وأحسنكم خلقا وأقربكم من الناس ) ، وفي عهد أمير المؤمنين عليه السلام لمالك الأشتر (رضوان الله عليه) : ( ... وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق ... ) ، فإذا كنا من خيار الناس ومن أهل العقل والإيمان والقرب من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة ، فلماذا النفور وعدم التواد للآخرين فهل يا ترى لم يكونوا أخوننا في الإسلام أم لم يكونوا من نظرائنا في الخلق ! إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ .


أفشوا السلام وتواصوا

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : أفشوا السلام بينكم وتواصلوا وتباذلوا ) .
تصافحوا وتهادوا :
عن رسول الله صلى الله عليه وآله : ( تصافحوا وتهادوا فإن المصافحة تزيد في المودة والهدية تذهب الغل ) .


تزاوروا وتلاقوا
عن الإمام الصادق (عليه السلام): ( اتقوا الله وكونا إخوة بررة ، متحابين في الله ، متواصلين متراحمين ، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه ) .


السبيل لحل الخلافات والتخلص من سلبيتها

لقد بيّن الله عز وجل أن السبيل الأوحد للخروج من متاهة الفتنة والاختلاف بين المؤمنين هو الرجوع لأوامر الله عز وجل ورسوله والالتزام والتسليم المطلق الذي لا يشوبه شك ولا شبهة ولا رياء ولا سمعة ، قال الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) النساء59 ، وقد بيّن الله عز وجل ردة فعل المؤمنين من حكمه قال عز وجل : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ) الأحزاب36 ، قال : ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ) النساء65 .
وأما قوله عز وجل في سورة النور : ( وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ * وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ) النور 48 -52 .
وكذلك بالرجوع إلى تعاليم مرجعنا الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) والتي سيأتي ذكر بعضها .
فلنتعاون على إصلاح أمورنا والرجوع بهذا الجمع المؤمن إلى المحبة والألفة والإخوة في الله والوطن كما أمرنا الله عز وجل : ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة 2 ، ولنكن صفاً واحداً فإنَّ الله عز وجل يقول : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ ) الصف4 ، و (... أِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) البقرة222 .


النزاع والتباعد يخالف توجيهات السيد الشهيد (قدس سره) وانحراف عن نهجه وتضييع لجهوده المباركة :

إنَّ المذهب والدين وجهود السيد الشهيد الصدر (قدس سره) والتي أبرزها تلك التربية التي أفاضها على المجتمع عموماً وأتباعه خصوصاً أمانة في أعناقنا جميعاً ، وتشتد مسؤولية تحمل هذه الأمانة على أخوتنا القًيمين على قيادة وهداية أتباع السيد الشهيد قدس سره ، كما أوصى قدس سره بتلك الوصية التي تكشف بحق عن تفاني ذلك العالم الجليل في الله تعالى والمصالح الإسلامية العليا ،
حيث قال في جمعته 24 :
( ..... وأما أذا لم تبق الحياة وهذا أمر متوقع في أي نفس وفي أي يوم فأسألكم الفاتحة والدعاء وشيء آخر رئيسي وهو أن تحافظوا على دينكم ومذهبكم ولا تدعوا هذا الزرع الذي حصدتموه بفضل الله سبحانه وتعالى أن يضيع وان يجف لا حافظوا عليه طبعاً إنشاء الله أن الشجاعة موجودة والوعي موجود والدين بذمتكم والمذهب بذمتكم لا ينبغي التفريط به لا بقليل ولا بكثير أنا لست مهماً بوجهي ولا بيدي ولا بعيني وإنما الشيء المهم هو دين الله ومذهب أمير المؤمنين سلام الله عليه ) .
وأما ما ورد في كلامه بخصوص تشخيص ومعالجة الأمراض والمشاكل التي حلت بنا بعد رحيله إلى جوار ربه وسادته المعصومين (عليهم) السلام فقد بيَن ذلك وأكد عليه كثيراً فنذكر البعض ضمن عدة فقرات :

كلامه (قدس سره) في الإخوة في الإيمان ، وموقف من يكره أو يعادي مؤمنا ، في خطبة الجمعة 20 :

... والإخوة في الإيمان من ضروريات الدين ونص القران الكريم قال تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ... ) ودلالتها على الحصر بـ (إنما)، أي لا يجوز غير ذلك، ولا يمكن غير ذلك. وإن الرحم لا دخل لها بالموضوع والنسب لا دخل له بالإخوة كما قال في الحكمة: (رب أخ لك لم تلده أمك). وهذه الإخوة شرطها الإيمان كما قال تعالى: ( إنما المؤمنون إخوة ... ) وليس بعنوان آخر إطلاقاً ، فإنك إذا ذقت طعم الإيمان في قلبك وبرد الإيمان في نفسك أحببت كلَّ مؤمن سواء عاشرته أم لم تعاشره وسواء عرفته أم لم تعرفه ما دمت تعلم أنه على حق وعلى الصراط المستقيم ، بل أن هذا من ضروريات الإيمان لأنك إنْ كرهت أخاك المؤمن فأنت المقصر وليس هو، وإنما كرهت مؤمناً والعياذ بالله وكراهة المؤمن بهذه الصفة كأنها كراهة للإيمان نفسه والعياذ بالله.
وواضح أنك إذا كرهت الإيمان فلست بمؤمن فالعتب عليك وليس عليه ، فإذا كنت متحداً معه في الإيمان وفي العمل وفي الطريق وفي الهدف كفى أكيداً في حصول التحاب بينكما وفي إمكان التعاون بينكما.
.... وهذه الأخوة لها عملياً جانب سلبي وجانب ايجابي أما الجانب السلبي فبسلب الحـقد والبغضاء والاعتراض والإضرار والاحتـقار للمؤمنين من بعضهم البعض فأن ذلك كله حرام في الأخ في الإيمان مهما كان عمله الدنيوي من المباحات أو مهما كانت طبقته في المجتمع أو ثراءه أو فقره أو بعده أو قربه ، والجانب الايجابي وهو التحاب والتراحم والتعاون على أمور الدنيا وعلى أمور الآخرة والتشاور وتبادل الثقة والاحترام......................





من مواضيع : Gladiator 0 آمرلي تنتقم لحارم وحطلة والطبقة وسنجار
0 المطلوب الأقدم والأخطر الذي دوخ الشاباك ل20 عاما ـ كربلائي فلسطين "محمد شحادة"
0 في البوسنة لبى ذو الفقار نداء آهاتها “ألا من ناصر ينصرنا” بضربات صنعت الإنتصار [SIZE
0 النشرة:مقابلات للشيخ الخزعلي+بيانات +تصريحات+مقالات واعترافات
0 استمرار احتفالات التحرير+اصدار حصاد الحق+نشاطات الامين العام+بيانات كتائبي+مقال
رد مع اقتباس