[آمالٌ بددتها السنونْ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخترت لكم جزء من مقال قرأتهُ منذُ بضعت اسابيع و
اعجبني كثيراً لذلك أليكم بعض ماورد فيه :
البحر بمياهه المالحة واعشابه ورواسبه واصدافه ومحاره
غضب واحتج واكتسح الشط ، وملأ الحدقات والطرقات وقالت
امواجه : يا ارض الجدب والظلم عليك لعنتي الى يوم الدين
لقد مات الناس من قبل ان يغرقهم الطوفان.. ماتوا من الجوع
والظلم وجور الانسان على اخيه الانسان
لقد مات هؤلاء الناس في غرب شرق آسيا مرتين.. ولم يفطن
لموتهم احد .. وهاهم اليوم في الباكستان يموتون آلاف المرات
من الجوع وغضب الانهار وعندما اغرقهم الطوفان وتركهم
للشمس شفة بيضاء مالحة يجففها الضوء ويصهرها ظمأ
الشوق الى العدل والحرية
هذا الطوفان الاسطوري عندما تحرك تحركت الدنيا.. لقد فطنوا
ان غضب الانهار يعبر القارات ولا يبقي ولا يذر وهكذا البحار
والانهار لقد قذف النهر بكل ما في جوفه حتى الحوت القاتل الى
اليابسة.. لانه يرى ان الحوت يمثل حقد البشرية وشريعة
الابتلاع ويأكل كباره صغاره.. وهكذا هم الناس على الارض
لقد رفض البحر بروتوكولات الحياة المنشقة على القيم والاخلاق
والعدل . فآثر ان يصدر حكمه الصارم بفناء الفقير والغني معا
الكبير والصغير .. ولا فرق
وهكذا جاءت الريح والموج لتصنع الموت .. وتعلم مسوخ الحداد
والانات وممرات الماضي التعيس لتقرأ تلك الوجوه البائسة على
رصيف التعساء والفقراء
هكذا وقف العالم بأسره على رأس البحر يبكي بكاء طهورا
يغسل وجوه الموتى.. الذين ماتوا من قبل جوعا ولم ينقذهم احد
لقد لونت زفراتهم وانينهم بلون الافق الدامي عندما كانوا احياء
ولم تمتد اليهم خيوط الضوء الكسول من دعاة الحريةالمتبجحين
اليوم هل استيقظ .. الغفاة الغافلون .. اللاهون.. العابثون المترفون..
هل اضيئت بحيرات الموت وتسلل الضوء تحت الماء ليصل الى
القاع الذي لم تلمسه اشعة الشمس..؟
الكاتب السعودي / محمد عبدالواحد

تحياتي لصاحب الملاذ الكريم الذي افتقدنا تواجده بيننا
مؤخراً والى الجميع.... نورت عمي الغالي