عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الحوزويه الصغيره
الحوزويه الصغيره
عضو فضي
رقم العضوية : 34252
الإنتساب : Apr 2009
المشاركات : 1,863
بمعدل : 0.34 يوميا

الحوزويه الصغيره غير متصل

 عرض البوم صور الحوزويه الصغيره

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الحوزويه الصغيره المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-06-2010 الساعة : 10:15 PM


نأتي الآن لتوضيح الأساس الثاني من تقسيم اللفظ الواحد وهو :
على اساس المعنى المستعمل فيه اللفظ ...
يقسم على هذا الأساس تارة :
-المستعمل يستعمل اللفظ في معناه الذي وضعه الواضع فيسمى هنا (حقيقي). مثلا عندما تقول (رأيت أسد) بمعنى الحيوان المفترس .
-وتارة المستعمل يستعمل اللفظ في غير المعنى الذي وضعه الواضع وهنا ينقسم الى قسمين :
-لوجود مناسبة او مشابهة فيسمى (مجازي) .مثلا فعندما تقول (شاهدت اسدا) وانت تقصد اسد بمعنى الشجاع .
-مع عدم وجود مشابهة او مناسبة فيسمى (بالمرتجل) .مثلا عندما تقول (جاء اسد) وانت تقصد بالجبان ,او عندما تقول (جاء القمر) وانت تقصد بمجيء شخص كأنه خسوف القمر .
ملاحظة...
1/ قد يستشكل البعض مثلا في لفظ (الحديد) فكيف يكون هذا اللفظ مختص وكيف يكون مجازي ؟ فنقول :هو لفظ مختص وضع لمعنى واحد أي الجسم الصلب وهذا صحيح , لكنك ممكن ان تستخدم هذا اللفظ كناية عن القوة وهنا يكون مجازي,اذا فلحاظ هنا متعدد فقد يكون هذا اللفظ مختص وقد يكون مجازي وهذا ليس بالخطأ وذلك بسبب تعدد اللحاظ انما جاء هذا الأختلاف بسبب اختلاف الأستعمال .
2/ المشترك لحاظه يختلف عند المنطقي والفيلسوف واللغوي...
الفرق بين المشترك اللفظي والمعنوي عند المنطقي هو تعدد الوضع ووحدة الوضع , توضيح القول..
-اذا وضع اللفظ لأكثر من معنى بوضع واحد هذا (المشترك المعنوي)
-اما اذا وضع اللفظ لأكثر من معنى باوضاع متعددة فهذا (المشترك اللفظي)
اما عند الفيلسوف ..
-ان المعنى اذا حمل لأكثر من مصداق بمعنى واحد هذ (المشترك المعنوي)
-اما اذا حمل المعنى لأكثر من مصداق بتعدد المعان فهذا هو (المشترك اللفظي)
فالفرق إذن ان المهم عند الفيلسوف هو وحدة المعنى وتعدد المعنى .
تنبيه...
1/ لا بد من وجود قرينة مع المشترك اللفظي والمعنوي ومثله المنقول والمرتجل عند استعمالهم في الحدود والبراهين , لأن الغرض من الحدود ان نوضح الماهية المبهمة للمعرف دون ابهام واجمال , والغرض من البراهين ايصال طالب الحقيقة الى نتائج الحقة بالقطع واليقين , ولا يتحقق هذين المطلبين الأ بعبارات واضحة لا لبس فيها .وهذا كله مالم يهجر المعنى الأول وقد اورد المصنف هذا الشرط فلم يقصد به ترك استعمال المعنى بل معنى الهجر الذي يقصده هو عدم استعماله مجرد من القرائن . فلا نحتاج لأستعمال قرينة عند قولنا (احج الى بيت الله الحرام ) اما اذا اردنا بقولنا (احج الى بيت فلان) فلابد من وجود قرينة في الجملة والقرينة في هذه الجملة هي لفظ فلان.
2/ نقل المعنى الى آخر هذا سبب تسمية المنقول . والمنقول قسمان :
-(نقل تعييني ) ويكون هذا النقل بقصد واختيارناقل معين , مثل النحوي عندما جاء ونقل لفظ الفعل الى فعل أمر, وفعل ماض ,وفعل مضارع .
-(نقل تعيني) لايكون هذا النقل بنقل ناقل معين باختياره ,انما بسبب كثرة استعمال جماعة من الناس اللفظ في غير معناه الحقيقي ليس بقصد الوضع انما لكثرة استعمالهم له واشتهر بينهم حتى تغلب المعنى المجازي على اللفظ في الأذهان كقولك مثلا "عائلة الخياط" قد يكون جدهم الأول يعمل خياطا فسموا بهذه التسمية فهذا النقل تعيني حدث بدون قصد واختيار .
-وجميع مصطلحات العلوم هي منقولة من معناها اللغوي إلى المعنى المُصطلح. وربَّما يُهجَر المعنى الأوَّل من المنقول بالمرَّة، فلا يستعمل اللفظ فيه أصلاً، بحيث لو أُستعمل فيه يكون مجازاً يفتقر إلى قرينة.
-ولابدَّ أن ننبِّه القرّاء بأنَّ الكلمات المستخدمة في الآيات المباركة والأحاديث الشريفة، إنَّما تدل على معانيها اللغوية حتَّى لو نقلت بعد ذلك من تلك المعاني إلى معنى آخر. فمن أراد فهم الآيات القرآنيَّة والأحاديث الشريفة فهماً صحيحاً، ينبغي له أن يميِّز بين المعنى الثاني (المنقول إليه) والمعنى الأوَّل(المنقول منه).
ما معنى القرينة ؟
والقرينة تعني العلامة المقارنة للفظ وهي على قسمين: مُعَيَّنةٍ و صارفةٍ.
(القرينة المعينة ) يستعان بها في مجال الألفاظ المشتركة خاصَّة حيث تعيِّن المعنى المقصود من اللفظ. و(القرينة الصارفة) يُستعان بها في مجال الحقيقة والمجاز حيث تَصرِف المعنى المتبادر عن الذهن أعني المعنى الحقيقي.
مثال: لو أردت أن تعبِّر عن عين ماءٍ فلو قلت: رأيتُ عيناً من غير قرينة، سوف يكون الكلام مبهماً يوقع السامع في حيرة لأنّه لا يدري ماذا تقصد منه ؟ أعيناً باكية أم عيناً جارية لأنَّ مستوى المعنيين من ناحية الوضع واحدٌ، فلتعيين المعنى المقصود تقول: رأيتُ عيناً جاريةً ؟ فكلمة "جارية" بما لها من معنى، قرينةٌ معيِّنةٌ لمعنى دون الآخر.
وأمّا في المجاز فالأمر يختلف تماماً لأنَّك لو استعملت الكلمة التي لها معنىً مجازي من غير اعتمادٍ على قرينة، فلا محالة سوف يتبادر في ذهن السامع المعنى الحقيقي، فلو أردت من الكلمة، المعنى المجازي، فمن اللازم أن تصرف ذهنَه عن المعنى الأوَّل أعني الحقيقي ولأجل ذلك لابدَّ وأن تأتي بقرينة صارفة. فلو قلت رأيت أسداً فسوف يظنّ السامع أنَّك بالفعل رأيتَ حيواناً مفترساً ولكن عندما تأتي بالقرينة وتقول "يرمي" فإنك سوف تصرف ذهنه من المعنى الأوَّل الحقيقي وتوجِّهه إلى المعنى الثاني المجازي. وفي الواقع لم يدلّ اللفظ وحده على المعنى المجازي بل باقتران اللفظ مع القرينة، يفهم المعنى المجازي.
ثمَّ إنَّ القرينة كما أنَّها تكون لفظيَّة مقاليَّة ربَّما تكون حاليَّة، كما لو قيل: أنظر إلى القمر والجميل جالس أمامه.
المجاز ينقسم إلى قسمين رئيسيين :
مجاز في اللفظ كما مرّ ومجازٌ في الإسناد وهو ما يسمَّى بالمجاز العقلي كقولك: {اسأل القرية} أو {جرى الميزاب} فالقرية لا تُسأل والميزاب لا يجري فكيف أسند إليهما الفعل؟ من الواضح أنَّه ليس المقصود أنه اسأل أهلَ القرية في المثال الأوَّل حيث لا جمال في التعبير -حينئذ-ٍ وكذلك بالنسبة إلى جرى الميزاب، فما هو المبرِّر لذلك إذاً ؟ الجواب عن هذا السؤال يتكفَّله علم البيان وهو من جملة علوم البلاغة.
ثمّ:
إنَّه هل تتواجد بالفعل ألفاظ مشتركة في اللغات أو اللغة العربية خاصَّة ؟ فربَّ قائل يقول: إنّ المشترك لم يكن في الأصل مشتركاً، وعلماء اللغة هم الذين أنشأوا المشترك حيث جمعوا كافة الألفاظ المستعملة عند العرب في قواميسهم وذلك من خلال استقرائهم للقبائل العربية المختلفة، وبما أنَّ كلَّها تمثِّل العربيَّة فصارت الكلمةُ مشتركةً تدلُّ على جميع تلك المعاني كلاً على حدة، ولذلك صارت كثير من الكلمات المختصَّة بالأصل، مشتركةً بعد أن جُمعت في قواميسهم.
فهل هذا الرأي صحيحٌ يعتمد عليه ؟ هذا يحتاج الى بحث .
ثم:
كيف نميِّز بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي؟
المتكفِّل بجواب هذا السؤال كُتب اللغة الأصيلة لا الدخيلة، وهناك موازين عامّة ذكرها الأصوليون في كتبهم كالتبادر وصحَّة الحمل وعدمه، وصحة السلب وعدمه، والإنصراف. وتفصيله في علم الأصول.

تقبلوا تحيتي

من مواضيع : الحوزويه الصغيره 0 التمسكم الدعاء ..
0 في مسألة الخاتمة ..
0 مشكلة عند فرمتة الجهاز
0 هلال الشهر بين الفتوى و الإخبار
0 حرمة التظليل - للـــــنقاش
رد مع اقتباس