عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية عبد محمد
عبد محمد
شيعي حسيني
رقم العضوية : 9236
الإنتساب : Sep 2007
المشاركات : 16,273
بمعدل : 2.66 يوميا

عبد محمد غير متصل

 عرض البوم صور عبد محمد

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : عبد محمد المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-01-2010 الساعة : 09:09 PM


وقد كانت القطيف مع وجود تلك الأنوار الزاهرة تعيش في غبطة، ولكنها اليوم وللأسف الشديد قد أصبحت يتيمة، وهذا لم يكن في الحسبان حيث كان المرحوم الشيخ - قدس سره- مالئاً كل ذلك الفراغ، ولكننا الآن بعد رحيله صرنا نشعر باليتم، وصرنا نشعر بالظلمة، وصار الفراغ أمراً محسوساً. وهذا أمر مزعج وشيء مقلق. ولذلك أنا لم أكن لأصدق خبر وفاته عندما طرق سمعي.

وقال النبي – صلى الله عليه وآله وسلم-:"إذا مررتم في رياض الجنة فارتعوا".قالوا: يا رسول الله، وما رياض الجنة؟ قال:«حلق الذكر، فإن لله سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم». قال بعض العلماء: حلق الذكر هي مجالس الحلال والحرام.

وأمثال هذه المجالس والحلقات كانت عامرة في بلادنا( القطيف) لكنها ذهبت وتلاشت. وجاء النبي يوماً إلى مسجده، و إذا فيه مجلسان: مجلس يتفقهون ومجلس يدعون الله ويسألونه، فقال: «كلا المجلسين إلى خير، أما هؤلاء فيتعلمون ويفقهون الجاهل، هؤلاء أفضل، بالتعليم أرسلت». ثم قعد معهم.

وكان المرحوم الشيخ – قدس سره- ممن فرغ نفسه لتعليم الناس أحكام الحلال و الحرام، فكان إذا فرغ من الصلاة يرتقي المنبر و يلقي من المسائل ما أمكنه المجال في الطهارة و الصلاة و الصيام و الأخلاق و الآداب. حتى أصبح مسجده مدرسة يتلقى فيها الناس تعاليم الشريعة و معارفها، ولكنها الآن بموت الشيخ فرج رحمه الله قد أغلقت أبوابها.

وقد كان الشيخ مثابراً مجداً في تعاليم الناس، وقد كان يقوم برحلات عديدة في أيام قوته إلى سائر القرى ومناطق القطيف من أجل نشر العلم و المعرفة بين الناس. حدث ابن عسال قال: أتيت النبي وهو في المسجد وهو متك على برد له أحمر، فقلت: إني جئت أطلب العلم. فقال «مرحباً بطالب العلم إن الملائكة لتحفه بأجنحتها ثم يركب بعضها بعضاً حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم بما يطلب». وقصد رجل من المدينة المنورة إلى دمشق حيث كان يسكن هناك أبوالدرداء، فجاء له في المسجد وقال له: أتيتك من المدينة من أجل حديث بلغني أنك سمعته من رسول الله ... فقال له: لقد سمعت رسول الله يقول: «.. و إن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، و إن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ».

من هنا أحببت أن أتعرض لما تعرض له صباح اليوم الخطيب الشهير (الملا عبدالكريم الحمود) من الحاجة إلى وجود جيل من طلاب العلوم الدينية، فهناك مجموعة من الشباب لهم تمام الاستعداد لطلب العلم، فيا حبذا لو يجتمع من هؤلاء الشباب من كل منطقة من مناطق القطيف اثنان ويذهبون جميعاً كبعثة لطلب العلم حتى يملئوا هذا الفراغ ويكونوا معقد الآمال. وأما ما يعود لأمر المادة فهذه ليست عقبة؛ إذ نحن على كامل الاستعداد لضمان هذا الجانب، فكل من يريد أن يخدم دينه وبلاده ومجتمعه ليس عليه إلا أن يتقدم والحوزة العلمية على تمام الاستعداد لتزويده بما يحتاج.

كثيرة هي البعثات الآن إلى مصر و إلى أمريكا وإلى لندن، والهجرة لطلب العلم ليست بأقل من هذه البعثات، ولكن التوفيق عزيز المنال، فليس على شبابنا إلا أن يبادروا ونحن سنذهب معهم لنهيئ أمورهم، وسنضعهم نصب أعيننا وسنسهر عليهم ليلنا لتعود بهم القطيف كما كانت تحتضن ما يقارب ثلاثين إلى أربعين عالماً. قال النبي الأعظم لمن حضر عنده: " من الأجود".فقالوا: الله ورسوله أعلم، فقال : « أجود الأجود الله تبارك وتعالى الذي تكفل بأرزاق العباد أجمع، ثم أنا من ولد آدم، ثم من بعدي رجل علم علماً فبث علمه وعمل به، ورجل جاهد في سبيل الله» فالعالم الذي علم العلم وبثه في الناس يعتبر من أجود الأجود، وكذلك من يجاهد في سبيل الله من أجل إحياء دين الله حتى يقتل في سبيل الله يقف بين الصفوف، وقد سلت على رأسه ثلاثمائة سيف وهو يقول: إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني.

المرحوم المبرور السعيد شيخنا العلامة، اللهم أرحمه رحمة الأبرار، وأحشره مع محمد وآله الأطهار.

• المصدر: مجلة التراث- المجلد الثالث- الطبعة الأولى سنة2001


7- أخلاقه وصفاته

يلمس المتتبع لحياة العلامة الشيخ علي المرهون – أطال الله بقاءه- الزهد في جميع جوانب الحياة والابتعاد عن مغرياتها، فلا يعرف الكلفة ولا يعرف وضع الحواجز بينه وبين عامة الناس ويمتاز بالروحانية والتقوى والورع الشديد والاتكال على الله سبحانه وتعالى وتفويض الأمر إليه وتعلقه الشديد بأهل البيت – عليهم السلام- وأبرز الملامح التي تتميز بها شخصية هذا العالم الجليل تواضعه للجميع كباراً وصغاراً، فيلاعب الأطفال ويمازحهم ويقدم لهم المال ويسدي لهم النصيحة الأبوية بالأسلوب المناسب لإدراكهم. ويحس جليسه بشدة قرب منه كأنه أب أو أخ أو صديق حميم لما يتمتع به من تواضع جم في لباسه وهندامه، مع أناقة ظاهرة فيهما، لأنه كان يعرف أن الرسول القائد كان يحب المظهر الحسن والوجه الحسن ويطلب أن يكون كذلك، كما يبدو تواضعه في مسكنه وأثاث بيته، وهو ذو ذوق رفيع وإحساس مرهف وملاحظة دقيقة وذكاء حاد وفطنة وفصاحة وجرأة أدبية وشجاعة لا تعرف الخوف وهو ذو نشاط دؤوب لا يكل ولا يمل ولا يشتكي من تعب فتراه في أشد الحالات مبتسماً، يبدأ من يلقاه بالسلام.

وكان مؤمناً أشد الإيمان بالله تعالى وبرسوله وأهل بيته فكان في ليالي القدر يبكي عندما يقرأ قوله تعالى﴿ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴾ (الدخان:12) و سرعان ما تنهال دمعته بمجرد ذكر مصيبة أبي عبد الله الحسين . ولم يكن يفكر في نفسه اولاً وإنما انطلق إلى عالم الغير حاملاً هم المجتمع ومفكراً في سبل خدمته ليتحرر بذلك من طوق الأنانية والسيطرة الفردية. ومن الأمور التي كان يرفض تداولها في مجلسه الغيبة، إذ يرفضها بشكل مطلق ولايسمح لشخص أن يذكر آخر بسوء، ويرفض الطعن في المرجعيات الدينية والتقليل من شأن أي من طلبة العلوم الدينية والانتقاص من قدره فكان يحترم الجميع ويوقرهم فكان حصناً لأبناء مجتمعه، يجمعهم على كلمة واحدة ويحميهم من التمزق والتشرذم، كل ذلك لما تمتع به من تقوى وخوف من الله سبحانه وتعالى.

نقل أحد الآباء: كنت أخمس لدى أحد العلماء ولظروف معينة قررت أن أخمس عند سماحة الشيخ علي المرهون- حفظه الله- فجئته وأخبرته برغبتي بالتخميس عنده بدلاً من ذلك العالم، فقال لي لماذا أتيتني وتركت الشيخ فلان المؤمن، التقي، الورع، والذي تملأ سمعته البلاد والعباد؟ فقلت له: يا شيخ ليست العلة في ذلك العالم وإنما ظروف أصابتني فأرجو قبول الخمس. فلم يوافق على طلبي إلا بعد إلحاح مضني وطول عناء استمر لأكثر من خمسة أشهر.


توقيع : عبد محمد


المال في الغربة وطن

والفقر في الوطن غربة
من مواضيع : عبد محمد 0 إيمان عائشة
0 الحكمة في اخفاء قبر فاطمة الزهراء عليها السلام ودفنها ليلا وسرا
0 رزقنا حفيدة
0 مسألة
0 ترددات القنوات الشيعية في تاريخ 6-8-2013
رد مع اقتباس