منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   منتدى القرآن الكريم (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=196)
-   -   كيف تكون النفس مطمئنة؟ (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=141476)

زخات مطر 10-03-2012 09:04 PM

كيف تكون النفس مطمئنة؟
 
قال تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي}.. سورة الفجر – ج 30.. إن سورة الفجر تنسب إلى الإمام الحسين (ع).. ويلاحظ ذلك أكثر من خلال التأمل في معنى الآيات الأخيرة من هذه السورة، وهذه الحقيقة لا تنافي عمومية وشمول هذه الآيات الشريفة.. وإنما الإمام الحسين (ع) هو الفرد الأكمل، والمصداق الأتم لهذه الآيات، ولذلك تسمى سورة الفجر بسورة الإمام الحسين (ع).
إن من الأمور الواضحة في القرآن الكريم، هو وصفه للنفوس على ثلاثة أصناف رئيسية وهي:
1. النفس الأمارة بالسوء: وهي النفس التي لم تخرج من فلك الشهوات والملذات، لدرجة أنها أصبحت أسيرة تلك الشهوات.. فما دامت هي أسيرة ذلك الفلك، فإنه من الطبيعي أن تأمر الإنسان بعمل ما يوافق شهواته.. وغالبا من يوافق الشهوات، لا بد وأن يصطدم في يوم من الأيام مع رغبة القانون (الشريعة).

2. النفس اللوامة: وهي النفس التي ما زالت في حالة تجاذب بين الهدى وبين الهوى، فهي تعيش حالة وسطية بين برزخ النفس الأمارة بالسوء، وبين النفس المطمئنة.. فتارة تخرج من جاذبية الشهوة والهوى، وتنطلق إلى الهدى والفلاح.. وتارة أخرى تضعف مقاومتها، فترجع إلى دائرة الشهوات.. فتراها ترجع إلى الله عز وجل، وتتذكر وقوعها في أجواء الرذيلة، فتتوب إلى الله، وتندم، وتلوم على ما صدر منها.. ثم تنسى، وترجع تارة أخرى إلى عالم الشهوات، لتعيش حالة أخرى من حالات الحسرة والندم، ثم الرجوع لله ... وهكذا!..
3. النفس المطمئنة: وهي آخر مراتب الكمال البشري، التي يصل إليها البشر من خلال تهذيب الروح، لإخراجها من عالم الأمارية إلى عالم اللوامية.. ومن ثم السعي للتشبه بتلك النفوس المطمئنة.
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي}.. إن فعل الأمر (ارجعي) ملازم لهذه النفس.. أي أيتها النفس!.. أنت كنت عندي سابقا، وكنت قطعة من عالم الأنوار وعوالم القرب إلى الله، التي أنعم الله عليها وأنزلها إلى الأرض، والآن قد حان الوقت لأن ترجعي إلى ما كنت عليه.. فيجب علينا أن نعيش هذا الهاجس تجاه أنفسنا، أي أننا من الله عز وجل، وأننا راجعون إليه.. فلماذا إذن نلوث أنفسنا في هذه الأيام القصيرة؟.. {إنا لله وإنا إليه راجعون}.. فلماذا لا نحسب حساب الرجوع إلى الله عز وجل، ونكون بالمستوى الذي يريده المولى منا؟..
{ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً}.. حيث أن أصل الوجود هو بهاتين الكلمتين: أن نكون راضين عن الله عز وجل، وهي علاقة العبد مع ربه.. وأن يكون الله عز وجل راضيا عنا، وهي علاقة الله مع العبد.. وهذا هو الهدف من الخلقة لقوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا لعبدون}.. وهذه العبادة لها ثمرتان:
• ثمرة خلقية: وهي أن يكون العبد راضياً عن الله عز وجل.
• ثمرة خالقية: وهي أن يكون الله عز وجل راضياً على عبده.

لا بد لنا أن نعلم أن رضوان الله تعالى، ليس أمرا جزافيا بعيد المنال.. إنما الإنسان هو الذي بيده أن يرسم هذا الرضوان.. فأنت رضيت عن ربك وعبدته حق عبادته، فرضي الله عنك.. فإذن الرضوان الإلهي منشأه رضا العبد عن ربه، لأن هذا الرضا عن الله تعالى، يتبعك للعمل، وعملك يوجب أن يحقق رضوان الله عز وجل في حق نفسك.
{فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي}.. يتبين من هذه الآية أن جزاء هذه النفوس المطمئنة أمران: أولاً: الدخول في عباد الله، وهو عالم الأنس بالأرواح الطيبة، في جنة الخلد مع محمد وآل محمد صلوت الله عليهم أجمعين.. وثانياً: الدخول في جنة الله عز وجل، والتنعم بنعيمها.. ويتبين لنا من الجزاء الأول أن المؤمن لا يأنس إلا بالله، أو بمؤمن مثله.. فهو يأنس بالله عز وجل، لأنه مصدر النعيم المعنوي الذي لا حد له.. وأما إذا كان لا يمكنه الأنس بالله تعالى، وذلك لوجود حجاب من الحجب المعينة، فأنه لا ضير من الشكوى والأنس بالمؤمنين، لأنه (من شكا الى مؤمن، فكأنما شكا إلى الله عز وجل).. وذلك لأن المؤمنين هم ممثلو الله عز وجل في الأرض.. و(أما من شكا إلى غير مؤمن، فكأنما شكا الله عز وجل).
إن الغرض من المدار في الاطمئنان، والمدار في الأنس، والمدار في النعيم، هو تهذيب الروح، لإخراجها من عالم الأمارية إلى عالم اللوامية، وبعد ذلك السعي إلى التشبه بتلك النفوس المطمئنة، التي بلغت أعلى درجات الاطمئنان.

عَآشِق الْكَرَار 12-03-2012 06:24 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
جزآك ربي خيرآ .. وبــآرك فيك
في ميزآن حسنآتكم
دمتم

آمالٌ بددتها السنونْ 12-03-2012 04:36 PM

ماتقدمتِ بطرحه اختي الفاضلة من توضيح
قيم وتأمل فيه جميل
اثابك الله وسدد خطاكِ وبارك جهودك الكريمة
نحنُ ممتنون لك
لك تحيه تعبق بالورد وشكراً جزيلاً

فنون الليل 14-03-2012 09:07 PM

اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين والعن
اعدائهم الى يوم الدين
اللهم صلي على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
بارك الله بك

حيدر ابو محمد 17-03-2012 01:26 AM

بسم الله الرحمن الرحيم/ اللهم صلي على محمد وال بيت محمد اختي الكريمه الموضوع في غاية الاهميه لان النفس اللوامة قد قسم بها رب العالمين في سورة القيامة(ولا أقسم بالنفس اللوامة)

في الروحْ تَسكنْ 17-03-2012 09:21 AM

ألا بِذكر الله تطمئن القلوبْ ..

دام هذا العطاء

عامر البابلي 18-03-2012 11:18 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
زاد الله بحسناتكم جميعا بما تنورون غيركم وشكرا

حميد م 18-03-2012 12:05 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
حشركِ الله في شفاعة الحسين

منارالرضا 18-03-2012 08:14 PM

احسنت جزاءك الله خيرا

اسراء العلاق 22-03-2012 09:30 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
لا حرمنا الله من سطورك القيمة


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 05:46 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024