منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=63)
-   -   [ من أنوار الإمام الحسن العسكري عليه السلام ] (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=210490)

محمد علي 92 30-09-2023 04:52 PM

[ من أنوار الإمام الحسن العسكري عليه السلام ]
 
[ من أنوار الإمام الحسن العسكري عليه السلام ]

(1)

(جَـلَّ أنْ يُری )

عن*يعقوب بن إسحاق :

كتبتُ إلى أبي محمد عليه السلام أسأله : كيف يَـعْـبُـدُ العبد ربَّـهُ وهو لا يراه ؟

فَـوَقَّع عليه السلام : " يا أبا يوسف ! جَـلَّ سيدي ومولاي والمُـنْعِم عَـلَيَّ وعلى آبائي أن يُرى " ،

قال : وسألتُه : هل رأى رسول الله صلى الله عليه وآله رَبَّه؟

فَـوَقَّع عليه السلام : " إنَّ اللهَ تبارك وتعالى أرى رسولَـهُ بِقَـلبِهِ مِنْ نورِ عَظَمَتِه ما أحَبَّ . " (ص/ 40)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(2)

( الإسم الأعظم )

۞ بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیم ۞
أقربُ إلی إسم الله الأعظم مِنْ سوادِ العينِ إلی بَـيَاضِها .(ص / 40)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(3)

( له الخلق والأمر )

ـ قال أبو هاشم : سأل محمد صالح الأرمني أبا محمد عليه السلام عن قوله تعالی ۞..... للهِ الأمرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ..... ۞ (الروم / 4)

ـ فقال عليه السلام : " لَـهُ الأمر من قبلِ أن يأمُرَ بِـهِ ، ولهُ الأمر مِنْ بَعدِ أن يأمُرَ بِـهِ بما يشاء . "

ـ فقلتُ في نفسي : هذا قول الله ۞ ......أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُ تَبَارَكَ ٱللهُ رَبُّ ٱلۡعَالَمِین. ۞ (الأعراف/ 54)

ـ فأقبَلَ عَـلَـيَّ ، وقال : " هُوَ كما أسرَرتَ في نفْسِكَ ۞ ......أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُ تَبَارَكَ ٱللهُ رَبُّ ٱلۡعَالَمِین. ۞ "

ـ قلتُ : أشهَدُ أنَّكَ حُجَّةُ الله ، وابْنُ حَـجَّتِـهِ علی عِبادِهِ . (ص / 41 - 42)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(4)

( خالق كل شيء )

ـ قال أبو هاشم : خَـطَـرَ ببالي أنَّ القرآن مخلوق أم غير مخلوق ؟

ـ فقال أبو محمد : " يا أبا هاشم ! أللهُ خالقُ كُلِّ شيء ، ومَا سِواهُ مخلوق . "
(ص / 42)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(5)

( النبيّ صلی الله عليه وآله وسورة الفاتحة )

ـ إن الله خصَّ*بسورة الفاتحة*محمداً صلى الله عليه وآله وشَـرَّفهُ [ بها ] ، ولم يُشرِك معه فيها أحداً من أنبيائه ما خلا*سليمان عليه السلام*فإنه أعطاه منها ۞ بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیم ۞

ـ ألا تری أنَّه يحكی عن بلقيس حين قالت :

۞ قَالَتۡ یَاأَیُّهَا ٱلۡمَلأ إِنِّي أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَابࣱ كَرِیمٌ ۞ إِنَّهُ مِن سُلَیۡمَانَ وَإِنَّهُ بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیم ۞
(سُورَةُ النَّمۡل/ 29 - 30 )
(ص / 51)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(6)

( المؤمن يُـصَـدِّقنا )

ـ عن أبي هاشم الجعفري ، قال :
كنتُ عند أبي محمد عليه السلام فسألهُ محمد بن صالح الأرمني عن قول الله : ۞ ۞ وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّیَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡ قَالُوا بَلَى شَهِدۡنَا ....۞
[سُورَةُ الأَعۡرَاف/172]

ـ قال أبو محمد عليه السلام :
" ثَـبَـتَتْ المعرفة ، ونَسوا ذلك الموقف ، وسَـيَذكُرونَـهُ ، ولولا ذلكَ لَمْ يَـدْرِ أحَدٌ مَـنْ خالِقهُ ولا مَنْ رازقُه ."

ـ قال أبو هاشم : فَـجَـعَلْتُ أتَـعَـجَّبُ في نفْسي مِنْ عظيمِ ما أعطی اللهُ ولِيَّـهُ وجزيل ما حَـمَّـلَهُ ،

ـ قأقبَلَ أبو محمد عَـلَيَّ فقال : " ألأمرُ أعجَب مِـمَّا عجبتَ مِنْـهُ يا أبا هاشم وأعظم ! ما ظَـنُّكَ بقومٍ مَـنْ عَـرَفَـهُم عرفَ الله ، ومَـنْ أنكَـرَهُم أنْـكَـرَ الله ، فلا مؤمن إلا وهو بِـهِـمْ مُـصَـدِّق ، وبِمَـعْرِفَتِهُم موقِن ." (ص / 86)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(7)

( معيار الولاية )

عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهم السلام
ـ قال : قال*رسول الله صلى الله عليه وآله*لبعض أصحابه ذات يوم :
" يا عبد الله ! أحْبِبْ في الله ، وأبْغِضْ في الله ، ووالِ في الله ، وعادِ في الله ، فإنَّـهُ لا تُنالُ ولايةُ الله إلا بذلك ، ولا يَجِدُ رَجُلٌ طَعم الايمان ، وإنْ كَـثُـرَت صلاتُه وصيامُه حتَّى يكُون كذلك ، وقد صارت مواخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا ، عليها يَـتَوادون ، وعليها يتباغضون وذلك لا يُغني عنهم مِنَ اللهِ شيئاً ، "

ـ فقال له : وكيف لي أن أعلم أني قد والَـيْـتُ وعادَيْتُ في الله عز وجل ؟ ومَنْ وَلِيُّ اللهِ عز وجل حتى أوالِيه ، ومَن عَـدُوُّه حتى أعادِيه ؟

ـ فأشار لَـهُ*رسول الله صلى الله عليه وآله*إلى*عليٍّ عليه السلام*

ـ فقال : " أتَرى هذا ؟ " فقال : بلى ،
ـ قال :
" ولِيُّ هذا وَلِيُّ الله ، فَـوَالِـهِ ، وعَـدُوُّ هذا عَـدُوُّ اللهِ فَعادِهِ ، ووالِ ولِيّ هذا ولو أنَّـهُ قاتل أبيك وولدك ، وعادِ عَـدُوّ هذا ولو أنه أبوك وولدك . " (ص / 136 - 137)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(8)

( الجنان تستبشر )

ـ قال علي بن الحسين عليه السلام : قال رسول الله صلی الله عليه وآله :
" مَنْ أدمَنَ مَـحَـبَّتنا أهل البيت فتح الله عزّ وجلّ لهُ من الجنّة ثمانِية أبوابها ، وأباحه جميعها يدخل مِمّا شاء منها ، وكلّ أبواب الجِنان تُناديه : يا ولِيَّ الله ! ألم تدخلني ؟ ألم تَخُصَّني مِنْ بينها ؟ "(ص / 138)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(9)

( أهلُ البيت عليهم السلام الملجأ والمفزع )

ـ روي عن*علي بن الحسن*بن سابور قال : قَحَـطَ (1) الناس بِسُرَّ مَن رأى في زمن الحسن الأخير عليه السلام ، فأمر الخليفة الحاجب ، وأهل المملكة أن يخرجوا إلى*الإستسقاء ، فخرجوا ثلاثة أيام مُـتَوالِية إلى المُـصَلَّى يستسقون ويَدْعون فَما سُقوا .

فخرج الجاثليق (2) في اليوم الرابع إلى الصحراء ، ومعه النصارى والرهبان وكانَ فيهِم راهب فَـلَـمّا مَدَّ يَدَهُ هَطلتِ السماء بالمطر ، وخرجَ في اليوم الثاني ، وهطل ت السماء بالمطر ، فَـشَكَّ أكثرُ الناس ، وتَـعَجَّبوا وصبوا إلى دِين النصرانية ،

فأنْـفَـذَ الخليفة إلى*الحسن عليه السلام*، ـ وكانَ محبوساً ـ ، فاستَخرَجَه من حَبْسِه وقال : إلْحَقْ أمَّةَ جَـدِّك فَـقَـد هَـلَـكَـتْ ! فقال : " إنّي خارجٌ في الغَد ومُزِيلٌ الشكّ إن شاء الله تعالى . "

فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرُّهْبان معه . وخرج*الحسن عليه السلام*عليه السلام في نَـفَرٍ من أصحابه ، فلما بَـصُـرَ بالراهب ، وقد مَـدَّ يَـدَهُ ، أمَـرَ بعض مَماليكه أن يَـقْـبِضَ على يَدِه اليُمنى ، ويأخذ ما بين إصبَعَـيْهِ ، فَـفَـعَل ،

وأخذ مِنْ بَـيْنِ سَـبّابَـتِهِ والوسطی عَظْماً أسود ، فأخذه*الحسنُ عليه السلام*بِـيَدِه ثم قال له : إسْـتَـسْقِ الآن ! فاستسقى وكانتِ السماء مُـتَـغَـيِّمة ، فَـتَـقَـشَّـعَت (3) ، وطلعتِ الشمس بيضاء .
فقال الخليفة : ما هذا العظم يا أبا محمد؟ فقال عليه السلام : هذا رجل مَـرَّ بِقَـبْرِ نَبِيٍّ من أنبياء الله ، فَوَقَعَ في يَدِه هذا العظم ، وما كُشِفَ عنْ عَظْمِ نَبِـيٍّ إلا وهَطَـلَتِ السَّماءُ بالمطر .(ص / 140 - 141)

................................

[ شرح ]
(1) ـ قَحَـطَ الناس : إحتبسَ عنهُـمُ المطر .
(2) ـ جاثَليقُ : رَئيسٌ للنَّصارَى في بِلادِ الإِسْلامِ بِمدينةِ السلامِ ، ويكونُ تحتَ يَدِ بِطْرِيقِ أنْطاكيَةَ ، ثم المَطْرانُ تحتَ يدِهِ ، ثم الأسْقُفُّ يكونُ في كلِّ بَلَدٍ من تحتِ المَطْرانِ ، ثم القِسِّيسُ ، ثم الشَّمَّاسُ.
(3) ـ فَـتَـقَـشَّـعَت : تَـقَـشَّع*السَّحابُ :*إنْـقَـشَعَ ، زال شَيْئاً فشيئاً .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(10)

( التوسل بأهل البيت عليهم السلام )

ـ روي أن رجلاً من موالي أبي محمد*العسكري عليه السلام*دخل عليه يوماً وكان حكّاك الفصوص ، فقال : يا ابن رسول الله ! إنَّ الخليفةَ دَفَـعَ إليَّ فيروزجاً كأكبر ما يكون ، وأحسن ما يكون ، وقال : أنقش عليه كذا وكذا ، فلما وضعتُ عليه الحديد صار نِصفَين ، وفيه هلاكي ، فادعُ الله لي ،

فقال : " لا*خوفَ*عليك إن شاء الله."
قال : فخرجتُ إلى بيتي ، فلمّا كان مِنَ الغَد دَعاني الخليفة ، وقال لي : إنَّ حظِـيَتَـيْن(1) اختَـصَـمَتا في ذلك الفصّ ، ولَـمْ تَرضَيا إلا أن تجعل ذلك نِصفَـيْن بينهما فاجْـعَـلْـهُ ، فَانصرفتُ ، وأخذتُ ذلك ، وقد صار قطعَـتَـيْن ، فأخذتُهما ، ورجعتُ بِـهِما إلى دار الخلافة ، فَـرَضِيَتا بذلك ، وأحسَنَ الخليفةُ إلَيَّ(2) بِسَـبَبِ ذلكَ ، فَحَمَـدتُ الله تعالی . (ص / 141 - 142)

................................

[ شرح ]
(1) ـ حظِـيَتَـيْن : حَظِيَتِ*الْمَرْأةُ عِنْدَ زَوْجِهَا : تَمَكَّنَتْ مِنْ قَلْبِهِ وَأحَبَّهَا .

(2) ـ أَحْسَنَ*إِلَيَّ: أَعْطَاني*الحَسَنَة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(11)

( مَنْ أحبَّنا كان معنا )

ـ عن*محمد بن الحسن بن ميمون*قال :
كتبتُ إليه ، أشكو الفقر ، ثم قلتُ في نفسي : أليس قد قال*أبو عبد الله*عليه السلام : الفقرُ مَـعَـنَا خَـيْرٌ مِنَ*الغِنى*مع غَـيْرِنا ، والقَـتلُ معنا خيرٌ مِنَ الحياةِ مع عدوّنا ،

ـ فرجع الجواب : " إنَّ اللهَ عز وجل مَحَّصَ أولِياءَنا إذا تَكَاثَـفَتْ ذنوبهم بالفقر ، وقد يعفو عن كثير مِنهُم ، كما حدثتكَ نفسك : الفقر معنا خير من*الغنى*مع غيرنا ، والقَـتلُ معنا خيرٌ مِنَ الحياةِ مع عدوّنا ، ونَحْنُ كَـهْـفٌ لِمَـنْ التَجَأ إلَـيْـنَا ، ونورٌ لِمَنْ استَـبْـصَرَ بِنا ، وعِصْمَـةٌ لِمَنْ اعْـتَـصَمَ بِنَا ، مَنْ أحَـبَّـنا كانَ مَـعَـنَا في السّنامِ الأعلى ، ومَنِ انْحَرفَ عَـنَّا فإلى النار ."
(ص/144)

................................

ـ السّنام : السَّنَامُ*من كل شيءٍ : أَعلاه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(12)

( نوم الإمام )

ـ عن محمد بن أحمد بن الأقرع قال : كتبتُ إلى أبي محمد عليه السلام أسأله عن الإمام هل يَحْـتَلِم ؟ وقلتُ في نفسي : الاحتلام*شَـيْـطَـنَة ، وقد أعاذَ اللهُ أولياءَهُ مِنْ ذلك ،

فَوَردَ الجواب : " حالُ الأئمةِ في المَنام حالُهم في اليقظة ، لا يُـغَـيِّر النومُ منهم شيئاً . وقد أعاذَ اللهُ أولياءَهُ مِنْ لمّة الشيطان كما حدثتك نفسك."
(ص / 162)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(13)

( شرف الملائكة بالولاية )

ـ سأل المنافقون النبي صلی الله عليه وآله ، فقالوا : يا رسول الله ! أخبِرنا عن علِيّ عليه السلام أهُوَ أفضلُ أم ملائكةْ الله المقرَّبون ؟

ـ فقال رسول الله : " وهل شُرِّفَتِ الملائكة إلا بِحُـبِّها لِمُـحَـمّدٍ وعلي ، وقبولها لوِلايتهما ؟! وأنّه لا أحد مِنْ مُحِبّي عَلِيّ عليه السلام قد نَـظَّفَ قَـلْـبَهُ مِنْ قَذَرِ الغشّ والدغل(1) ونجاسةِ الذنوب إلا كانَ أطهر وأفضل مِنَ الملائكة ."
(ص/164)

................................

[ شرح ]
(1) ـ الدَّغَل : ما يَدخُلُ في الأمرِ يُخالِفُهُ ويُـفْسِدُهُ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(14)

( نفقة الشتاء )

ـ روي عن أبي هاشم أنَّهُ قال : ركب أبو محمد عليه السلام يوماً إلى الصحراء فركبتُ معه ، فبينما يسير قدّامي وأنا خَلفَـهُ ، إذ عَـرَضَ لي فِكر في دَيْن - كان عَـلَيَّ - قد حانَ أجَـلُـهُ ، فَجَـعَـلْتُ أفكِّر في أي وجه قضاؤه ، فالتفتَ إليَّ ، وقال : أللهُ يَقضِيه ،
ثم انحنى على قَـرَبوسِ سَرجِـهِ (1) فَـخَـطَّ بسَوطه خطة في الأرض ، فقال : يا أبا هاشم ! إنزِل فَـخُذ واكْـتُمْ .
فنزلتُ فإذا سَبيكة (2) ذهب ، قال : فوضعتُها في خُفّي (3) وسِرنا ، فَـعَـرَضَ لي الفكر ، فقلتُ : إنْ كان فيها تَـمَام الدِّين ، وإلا فإني أرضي صاحِبَهُ بها ، ويجب أن ننظر في وجه نَـفَـقَة الشتاء ، وما نحتاج إليه فيه من كِسْوة (4) وغيرها ، فالتفتَ إليَّ ، ثُـمَّ انْـحَـنَى ثانيةً فَـخَـطَّ بِسَوْطِهِ خَطَّةً في الأرض مِثْلَ الأولى ، ثم قال : إنزَلْ وخُذْ واكْـتُـمْ .
قال : فَـنَـزَلْتُ ، فإذا بِسَبيكة فضة فَـجَـعَـلْـتُها في الخُفِّ الآخَر . وسِرنا يسيراً ، ثم انْصَرَفَ إلى مَـنْزِلهِ ، وانصرفتُ إلى منزلي ، فَجَـلَسْتُ ، وحَـسـبْـتُ ذلكَ الدَّين ،*وعرفتُ*مَـبْـلَـغَـهُ ، ثم وَزَنْتُ سبيكةَ الذهب ، فَخرجَ بِـقِسْطِ (5) ذلكَ الدَين ما زادت ولا نَـقُـصَـتْ ، ثم نظرتُ فيما نحتاج إليه لِـشَـتْـوَتي مِنْ كُلِّ وَجهٍ ،*فعرفتُ*مبلغه الذي لم يكن بد منه ، على الاقتصاد بلا تقتير ولا إسراف ، ثم وزنتُ سبيكة الفضة ، فخَرَجَتْ على ما قَـدَّرتُه ما زادت ولا نقصت .
(ص / 171 - 172)

................................

[ شرح ]
(1) ـ قَرَبوس*: حِنْوُ السَّرْج ،
ـ سَرجِـهِ : السَّرْج*: رَحْل الدابّة / الرَّحْل : ما يُـجْـعَـلُ علی ظهرِ البعير .
(2) ـ سَبيكة : كتلة من الذهب أَو الفضة مصبوبة على صورة معلومة كالقضبان ونحوها .
(3) ـ خُفّي : الخُـفّ : ما يُلْبَسُ في الرِّجْل من جِلْد رقيق / ما أَصاب الأَرض من باطن قدم الإِنسان .

(4) ـ كِسْوة : الثوب يُسْتَـتَـرُ بِـهِ ويُـتَحَـلَّى .

(5) ـ قِسْط : مِـقْدار .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(15)

( بين الحُجة والمحجوج )

ـ روي عن أبي حمزة نصير الخادم قال : سمعتُ أبا محمد عليه السلام غير مَـرَّة يُكَـلِّمُ غِلْمانَه وغيرَهم بِلُغاتِهم وفيهم روم وتُرك وصقالبة (1) ،

فَـتَـعَجَّبْتُ مِنْ ذلكَ ، وقلتُ هذا وُلِدَ هنا ، ولَـمْ يَظهر لأحَدٍ حتى مضى أبو الحسن ولا رآهُ أحَدٌ فكيف هذا ؟ أحَدِّثُ بهذا نفْسي ، فَأقبَلَ عَـلَيَّ

وقال : " إنَّ اللهَ بَـيَّنَ (2) حُجَّتَـهُ مِنْ بَـيْنِ سائرِ خَـلْقِـهِ ، وأعطاه معرفةَ كُـلِّ شيء ، فهو يَـعْـرِفُ اللغات ، والأسباب والحوادث . ولولا ذلك لَـمْ يكُنْ بين الحُجَّة والمَحْجوج فَرق ."
(ص / 172 - 173)

................................

[ شرح ]
(1) - صَقالِبة : جِيلٌ من الناس كانت مساكنهم إِلى الشمال من بلاد البُلْغار وانتشروا الآن في كثير من شرقيّ أوربة ، وهم المسمَّوْن الآن بالسُّلاف.
(2) ـ بَـيَّـنَ : وَضَّحَ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(16)

( عباد الله المكرَمون )

ـ إدريس بن زياد*الكفرتوثائي قال : كنتُ أقول فيهم قولاً عظيماً ( أي : يقول في أهل البيت بالغلو ) . فخرجتُ إلى العسكر للقاء أبي محمد عليه السلام فقدِمْتُ ، وعَـلَيَّ أثَر السَّفَرِ وَوَعْـثاؤه (1) ، فألْـقَـيْتُ نفسي على دكان حمام فذهب بي*النوم ،

فما انتبهتُ إلا بمقرعة (2) أبي محمد عليه السلام ، قد قَـرَعَـني (3) بها حتى استيقظت ، فعرفته صلى الله عليه

فقمت قائماً اقَـبِّل قَـدَمَهُ وهو راكب ، والغلمان من حوله .
فكان أول ما تلقّاني به أن قال : " يا إدريس ۞......بَلۡ عِبَادࣱ مُّكۡرَمُونَ ۞ لَا یَسۡبِقُونَهُ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِ یَعۡمَلُون.۞ "
[سُورَةُ الأَنبِيَاء/26 - 27] فقلت : حسبي يا مولاي ! وإنما جئتُ أسألُكَ عن هذا . قال : فَـتَركَني ومَضى .
(ص / 173)

................................

[ شرح ]
(1) ـ وَعْـثاء : وَعْثَاءُ السَّفَر :*مَـشَـقَّـتُـهُ ، تَـعَـبُـهُ ، شِدَّتُـهُ.
(2) ـ مقرعة : سَوط ، وهو ما يُضرَب به من جلْدٍ .
(3) ـ قَـرَعَني : ضَـرَبَني .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(17)

( هذا صاحبكم )

ـ عن أبي غانم الخادم قال : وِلِدَ لأبي محمد عليه السلام ولدٌ فَـسَـمّاهُ محمداً ، فَـعَرَضَهُ علی أصحابه يوم الثالث ،

- وقال : " هذا صاحبكم مِنْ بَـعْدي وخليفتي عليكم ، وهو القائِمُ الذي تَـمْـتَـدُّ إلَـيْهِ الأعناق بالانتظار . فإذَا امتلأتِ الأرض جوراً وظلماً خَرجَ فَملأها قِـسْطاً وعدلاً . " (ص / 176 - 177)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(18)

( لا يحتمله من حلاوته )

ـ عن بعض أهل المدائن ، قال : كتبتُ إلی أبي محمد عليه السلام : روي لنا عن آبائكم عليهم السلام أنَّ حديثكم صعب مُـسْـتَـصْـعَب ، لا يَـحْـتَمِلُـهُ مَـلَـكٌ مُـقَـرَّب ، ولا نبيٌّ مُرسَل ، ولا مؤمِنٌ امتَحَنَ اللهُ قَـلْـبهُ للإيمان . قال : فجاء الجواب :

" إنَّما معناهُ : أنَّ الملك لا يحتمله في جَـوْفه (1) حتى يُخرِجهُ إلى مَلَكٍ مِثلهۢ ، ولا يحتمله نبيٌّ حتى يُخرِجه إلى نبيّ مثله ، ولا يحتمله مؤمن حتى يُخرجه إلى مؤمن مثله . إنَّما مَعناهُ : أن لا يحتمله في قلبه مِن حلاوة ما هو في صدره حتى يخرجه إلى غيره " .
(ص / 183)

................................

(1) ـ جَـوْفِه : بطـنِـهِ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(19)

( لا تجزع )

ـ عن سيف بن الليث*قال : خَـلَّـفْتُ إبناً عليلاً بمِصر عند خروجي منها وإبناً لي آخر أسنّ مِنْـهُ كان وصيّي وقيِّمي على عيالي وفي ضياعي فكتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) أسأله الدعاء لابني العليل ،

فكتب إلي : قد عوفيَ الصغير ، ومات الكبير الذي هو وصِيُّك وقـيِّمك ، فاحْـمُـدِ اللهَ ، ولا تَـجْـزَع فيحبط أجْـرُك (1) ،

ـ فَـوَردَ عَـلَيَّ الخبر أنَّ ابني الصغير عوفي من عِـلَّـتِه ، ومات إبني الكبير يوم وَرَدَ عَـلَيَّ جواب أبي محمد عليه السلام .

(ص / 190 - 191)

................................

[ شرح ]
(1) ـ لا تَـجْـزَعْ : إصبِر علی ما أصابَكَ .
ـ يحبط أجرُكَ : يَـبْطُل ويَـذْهَبُ سُدیً .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(20)

( أجر التواضع )

ـ مَن رضي بدون الشرف مِنَ المجلس لَـمْ يَزَل الله وملائكته يُصَلّون عَلَيهِ حتی يقوم .(ص / 192)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(21)

( سهام الإرث )

ـ قال أبو هاشم سأله الفهفكيّ : ما بالُ المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهماً واحداً ، ويأخذ الرّجُلُ القويّ سَهمَين ؟
ـ قال : " لأنَّ المرأةَ ليس عليها جهاد ، ولا نفقة ، ولا عليها معقلة (1) ، انّما ذلك علی الرجال . " (....) (ص/ 208)

................................

(1) ـ معقلة : قد يكون معناها : دية ، ثمن دم القتيل .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(22)

( نتائج المشورة )

عن أبي بكر قال : عَـرَضَ عَـلَـيَّ صدِيقٌ أن أدخلَ معه في شراء ثمار من نواحي شَـتّى . فكتبتُ إلى أبي محمد عليه السلام أشاوِرُهُ ، فكتب :
" لا تدخلْ في شيء من ذلك ، ما أغفلكَ عنِ الجراد والحَـشَف (1)؟ فوقع الجراد فأفسده وما بقي مِنه تَـحَـشَّـفَ (2) ، وأعاذني مِن ذلك ببركته. "
(ص/ 217)

................................

[ شرح ]

ـ (1) - الحَـشَف : أرَدأ أنواع التمر ./ الحَشَفُ*من التمر : أَرْدَؤُّهُ ، وهو الذي يجفُ ويَصْلُبُ ويَتَقَبَّضُ قبل نُضْجه فلا يكونُ له نوًى ولا لِحاءٌ ولا حلاوة ولا لحمٌ .
ـ (2) - تَـحَـشَّـفَ : حَشَفَ*التَّمْرُ : يَـبِسَ ، تَـقَـبَّضَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(23)

( نفع الإخوان )

ـ خصلتان ليس فوقهما شيء : الإيمان بالله ونفع الإخوان . (ص / 221)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(24)

( إظهار الفرح )

ـ ليس مِنَ الأدب إظهار الفرح عند المحزون . (ص / 222)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(25)

( كيف تنصح أخاك ؟ )

ـ مَـنْ وَعَـظَ أخاهُ سِرّاً فقد زانَـهُ ،
ومن وعظه علانيّةً فقد شانَـهُ . (ص/ 222)

................................

ـ زانَـهُ : عكس شانَـهُ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(26)

( الجمَال )

ـ حُسن الصورة جمَال ظاهر ، وحسن العقل جمَال باطن . (ص/ 249)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(27)

( تدبَّر كلامك )

ـ قلب الأحمق في فَمِـهِ ، وفَمُ الحكيم في قلبِه . (ص / 249)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(28)

( أصل العبادة )

ـ ليستِ العبادة كثرة الصيام والصلاة ، وإنّما العبادة كثرة التفكُّر في أمر الله .
(ص/249)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(29)

( مفتاح الشرور )

ـ الغضب مفتاح كلّ شر .(ص/250)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(30)

( الحَقود )

ـ أقلّ الناس راحةً الحَقود .(ص/250)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(31)

( التواضع نعمة )

ـ التواضع نعمة ، لا يُحسَد عليها .
(ص/ 251)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(32)

( ركوب ونزول )

ـ مَنْ رَكِبَ ظَهرَ الباطلِ نَـزَلَ بِـهِ دارَ النَّدامة .

(ص/ 252 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(33)

( الوصول إلی الله )

ـ إنَّ الوصولَ إلى اللهِ عز وجل سَـفَـرٌ لا يُدرَكُ إلا بامتِطاءِ الليل (....) .(ص/ 252)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(34)

( إحفظوا ما وصّيتكم به )

ـ وقال عليه السلام لشيعته : أوصيكم بتقوى الله ، والورع في دِينكم ، والاجتهاد لله ،*وصِدقِ*الحديث ، وأداء*الأمانة*إلى مَنِ ائتَـمَـنَـكُم مِنْ بِـرٍّ أو فاجر ، وطولِ السجود ، وحُـسْنِ الجوار ،

فبهذا جاء*محمد صلى الله عليه وآله ، فإنَّ الرَّجل؟منكم إذا وَرَعَ في دِينِه وصَدَق في حديثه ، وأدّی الأمانة وحَسَّنَ خُـلُقَهُ مع الناس قيل : هذا شيعيّ فَيَسُرُّني ذلك .

اِتقوا الله وكونوا زَيناً ولا تكونوا شَيناً ، جُـرّوا إلينا كل مَوَدَّة ، وادفعوا عَـنّا كُـلَّ قبيح ، فإنَّـهُ ما قيلَ فِينا مِنْ حَسَنٍ فَـنَـحْنُ أهلُـهُ ، وما قيل فينا مِنْ سوءٍ فما نحن كذلك . لَـنَا حَـقٌّ في كتابِ الله ، وقرابةٌ مِنْ رسولِ اللهِ ، وتطهيرٌ مِنَ اللهِ لا يَدَّعِيهِ أحَدٌ غيرنا إلا كذّاب .
أكثروا ذِكْـرَ الله وذِكْرَ*الموت*، وتلاوة*القرآن*، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله ، فإنَّ*الصلاة على رسول*الله عشر حسنات . اِحفَظوا ما وصَّـيْـتُكُم بِـهِ ، وأستَودِعُـكُم الله ، وأقرأ عليكم السلام . (ص/ 253)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

[ موسوعة الكلمة (20) كلمة الإمام العسكري عليه السلام . تأليف السيد حسن الحسيني الشيرازي . دار العلوم ]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

[ لا تَـنْسوني وَوالِدَيَّ مِنْ خالِصِ دُعائِكُم ]

وآخِرُ دَعوَانَا

۞ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِین ۞


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 08:36 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024