تأملي يا أمة الله...
أولا : بالمفهوم الشيعي للإمامة ، الإمام أفضل من الأنبياء ، فالأنبياء ليسوا أئمة
فلا يعتبر يونس إمام ، فليس كل نبي إمام ... ( صححي لي إن أخطأت في هذا المفهوم الشيعي )
صحيح ... ما أخطأت
ثانيا : الأئمة الإثني عشر لديكم ليس منهم محمد ؟!
فإما أن يكون قدر محمد أعظم من قدر الأئمة كلهم أو العكس !!
ما في مجال للشك ... محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) أفضل الأئمة ... محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) أفضل الأنبياء ... محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) أفضل الرسل ... محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) أفضل البشر أجمعين ...
ما في شك أبدا بالموضوع أنّ محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) هو الأفضل و الأفضل و الأفضل ... و لا يُقارن بفضله أحد ...
أمّا ان كنت تشير أنّنا ننادى بامامة الأئمة و ليس بامامة سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ... و كنت تعتبر هذا انتقاصا ... فأقول لك محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) امام لمن عاصره ( بدليل قول ابن كثير أنّ في هذه الآية فخر لأصحاب الحديث ( الصحابة ) سينادون بامامة سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ... أي انّه حصر امامته بمن عاصره بحسب قول السلف ... )
اذا هو امام لمن عاصره ... هذا أولا ...
الناس يُنادون بأئمتهم ... ثمّ هؤلاء الأئمة و الأنبياء و الحجج يُنادون جميعا بامامة محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ... فما من نبي و لا رسول و لا امام إلّا و كان عليه الايمان برسالة أحمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ... فهو بأبي و أمي و كل عمري شهيدٌ عليهم ...
قال تعالى :
(فكيف اذا جئنا من كل امه بشهيد وجئنابك على هؤلاء شهيدا)
ورد في أصول الكافي : على بن محمد عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندى عن سماعة قال قال أبوعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل (فكيف اذا جئنا من كل امه بشهيد وجئنابك على هؤلاء شهيدا) قال نزلت في امة محمد صلى الله عليه وآله خاصة، في كل قرن منهم امام منا شاهد عليهم ومحمد صلى الله عليه وآله شاهد علينا.
ثالثا : كل أناس يدعون بإمامهم ، و الشيعة إمامهم الأول هو علي ؟؟
فهل ينادى الشيعة بعلي ؟؟ و إذا دعي الشيعة بإمامهم الأول علي ؟ لماذا يتم إهمال باقي الأئمة يوم القيامة أليس لهم موالون ؟؟ أم أن لكل إمام من أئمتكم أناس ؟!
سؤالك هنا يدل بوضوح على عدم فهمك لموضوع الامامة ...
الناس تُنادى بالامام الذي يُتوفّون في عصره ...
يعني توّفيت بزمن الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ... طبعا و كنت مؤمنا بامامته >>> فأنت تنادى بامامته يوم القيامة ... و يكون هو الشهيد عليك ...
أمّا ان توفّيت بزمن أمير المؤمنين علي عليه السلام ... و كنت مؤمنا بامامته ... فأنت تنادى به يوم القيامة ... و يكون هو الشهيد عليك
أمّا ان توفّيت بزمن الامام الحسن عليه السلام ... و كنت مؤمنا بامامته ... فأنت تنادى به يوم القيامة ... و يكون هو الشهيد عليك
أمّا ان توفّيت بزمن الامام الحسين عليه السلام ... و كنت مؤمنا بامامته ... فأنت تنادى به يوم القيامة ... و يكون هو الشهيد عليك
و هكذا الأمر ....
خلاصة الأمر :-
معنى إمامهم في الآية تشير إلى كتاب أعمال الناس ، ليأخذ كل واحد كتابه . كأن نقول : الآن كتاب مسلمة سنية ، فتأتي مسلمة سنية لتتسلم كتابها ، فإن استلمت كتابها بيمينها فقد فازت في يوم القيامة ، و إن استلمت بشمالها فقد خسرت الدنيا و الآخرة .
جعلنا الله ممن يؤخذ كتبهم بأيمانهم و ينجون في يوم لا ينفع فيه مال و لا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم .. و أقول قلب سليم من الحقد و الكراهية و الضغينة والشرك و تعظيم البشر ..
بل يُنادى الناس على شكل جماعات كلّ بالامام الذي اتّبعه و صدّقه و نهج نهجه ...
و هنا أود أن أشير الى موضوع آخر يتدرّح بنفس الموضوع ... فليس كل الأئمة الذين تنادى الأمم بهم هم أئمة الحقّ الذين ارتضاهم الله تعالى لعباده ... فهناك أئمة الضلال و الكفر ...
و هكذا يُنادى من يتّبعون أئمة الحق بإمامهم و يستلمون كتب أعمالهم بيمينهم ... جعلنا الله منهم
و يّنادى من يتّبعون أئمة الكفر و الضلال بإمامهم و يستلمون كتب أعمالهم بشمائلهم ... باعدَ الله بيننا و بينهم كما يُباعد بين المشرق و المغرب
ستقول ما فائدة كتاب الأعمال ان كان من يتّبع امام الحق يستلم كتابه بيمينه و من يتّبع امام الباطل يستلم كتابه بشماله ؟؟؟
أذكّر بأني قد أجبتك على هذا التساؤل و أكرره ... ليس كل من اتّبع امام الحق له نفس الأعمال ... فكلّ له أعماله الخاصة و التي سيحاسب على أساسها >>> لهذا يوجد درجات بالجنّة ... فلا يستوي كل أهل الجنة في ثوابهم و أجرهم ...
كما انّ ليس كل من اتّبع امام الباطل له نفس الأعمال ... فكلّ له أعمال سيحاسب عليها >>> لهذا يوجد درجات بالنار ... فلا يستوي أهل النار في عذابهم
وهناك احتمال آخر لمعنى إمامهم أرجعه بعد التفسير الأول ، أن إمامهم هو نبيهم . فيسلم نبيهم كتب الأعمال لقومه ، فمن اتبعه من قومه يسلمه له بيمينه ومن لم يتبعه بشماله . ( هذا التفسير تخيلي من عندي لا يؤخذ به )
الى متى ستبقون على الاحتمالات ... هناك امور ثابتة لا تقبل الاحتمال ... فاثبت على رأي هدانا الله و اياك الى ما يحبه و يرضاه ...
وقد قلتي لي المسيحيون من نبيهم ، وعباد البقرة من نبيهم ، والملحدين من نبيهم و عباد الشمس من نبيهم ؟؟
طبعا : الأنبياء مرسلون لقومهم كافة ، سواء آمنوا بهم أو لا .. مثلا قوله تعالى : (( و إلى مدين أخاهم شعيبا )) .. وبالتالي كل من ينتمي لمدينة مدين فنبيه هو شعيب سواء آمن به أو لا ، و ينادى قوم مدين بإمامهم أي نبيهم شعيب ، فمن آمن و عمل الصالحات يعطى كتابه بيمينه ، ومن كفر بشعيب يعطى بشماله . ومن آمن بشعيب ولكنه خلط أعمالا صالحا و آخر سيئة . فهؤلاء يدخلون في قول الله تعالى : (( فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية . ومن خفت موازينه فأمه هاوية )) .. فالذي تكون حسناته أكثر من سيئاته يعطى بيمينة و العكس بالعكس ....
لا يتناسب هذا القول على التفريع الذي بالآية ...
قال تعالى :
" يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71) وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72) "
فتسليم الكتب يعتمد على النداء بالامام ... فمن عرف امام الحق و آمن به يُعطى كتابه بيمينه ... و من كان أعمى عن امام الحق و اتّبع أئمة الكفر و الضلال فهم من سيعطون كتابهم بشمالهم ...
بالنسبة لقول علي بن أبي طالب - رضي الله عنه و أرضاه - بأن إمامهم هو إمام عصرهم . فهذا الرأي من الآراء التي و ضعتها في الحسبان ولم أهملها . لذا قلت لكم هل من كان في عصر فعلي إمامه ، ومن كان في عصر جعفر فجعفر إمامه .
أجبتك أعلاه عن هذا التساؤل
أم ان العصر واحد بالنسبة لنا لأن إمامنا واحد وهو الرسول ، فنحن بعصر واحد منذ بعثة الرسول إلى قيام الساعة . وعليه يكون رأي الإمام علي - رضي الله عنه - و اضحا من هذا السياق الذي طرحته.
لا تؤوّل ... قول الامام علي عليه السلام واضح وضوح الشمس ... فهو لم يقل بنبيهم ... انّما قال بامام عصرهم ...