منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   المنتدى الإجتماعي (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=74)
-   -   ورقة القصص الخمسة (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=166713)

حميد الغانم 07-06-2013 12:22 AM

الوداع الاخير

هي البنت الكبرى لابيها حلت محل امها المتوفاة
ترعى ابيها وترعى اخوتها واخواتها صارت لهم والدة واختا
وفرتهم لهم ذاك الحنان الذي فقدوه بفقدهم امهم
وصارت اما لابيها تداريه وتحن عليه وتواسيه
ومرت الايام
وخطبت تلك البنت ورفضت
وقالت لا يمكن حتى يتزوج اخوتي واخواتي كلهم
ومن يبقى لابي يداريه
ويمسح عرق التعب عنه وخصوصا ان مهنته جدا متعبة وتتطلب جهدا عضليا كبيرا
ومرت الايام وتزوج اخوتها واخواتها
وبقيت هي وحيدة مع ابيها
تكسر الم الوحدة بحنانها الكبير نحو ابيها
تنير ظلمة وحشة فراق الاحباب والاحبة
فصارت كل عالمه
وحان وقت زواجها
وفقها الله لكل الخير وتزوجت من شاب بسيط مؤمن
وبقيت في بيت ابيها
ومع السنين
اشترى ذاك الاب بيتا لابنته الكبرى
قال بنية
انت ضحيتي لاجلي الكثير الكثير وتعبتي
وحنانا من قلبي يا بنية هذه الهدية البيت لك
قبلتها مع مرارة فراق الاب
قبلتها وقلبها مفجوع ببعدها عن ابيها
وكانت كل يوم تاتي لابيها
تطبخ له تداريه تغسل ملابس وتنطف بيته وملبسه
واستمر الحال هكذا
وتزوج الاب من امراة اخرى
وهذا حقه الشرعي
ولكن مع هذا الزواج بدا
الفراق بين تلك البنت وذاك الاب
وهبت صوبهم رياح المشاكل
تعصف بصفاء ذاك البيت الكبير
ليغبر جوه ويصفر ويعلوه نسيج العناكب
ومع الايام اخذ هذا الخلاف بين البنت وزوجة الاب يكبر ويكبر
حتى استمر سنينا
ورزقت تلك البنت صبيانا وبنات
وانشغلت هي الاخرى باولادها وبناتها وزوجها
ولكن قلبها مع ابيها
ولم يصفى ذاك الجو الاسري حتى اصيب ذاك الاب بجلطة دماغية
اسكنته الفراش عاجزا عن الحركة
مصابا بفقدان ذاكرة وصعبة النسيان
نسي كل شي
الا اسم بنته الكبرى
فكان دائما في مرض يهلوس ويصيح باسم ابنته الكبيرة
فكان بجنبه
نعم ابي قل وامر
ودموع العين تنزل على خديها باكية حزينة على ذاك الاب العزيز الغالي
والاب
فاقد غائب يكاد يكون جسد بلا حياة
واستمر حاله هكذا سبع سنوات طوال
ومع تحسن ذاكرته رويدا رويدا
الا ان جسده بقي عاجزا
وكما قلنا سابقا ان عمله كان يتطلب جهدا عضليا كبيرا
انهكته الايام
وصار حبيس الفراش
وفي السنة السابعة من مرضه
وكان الوقت وقت امتحانات
ولانشغال تلك الام ببناتها وبنيها وتوفير بيئة دراسية لاولادها
رن الهاتف قارعا اجراس الرحيل
نادها اخوها ان ابي في حالة صحية تعبة جدا فقد ساءت حالته فجاءة
وهو يصرخ باسمك عاليا
ولا يريد احدا غيرها
تناوشت عباءتها مسرعة راكضة وضعتها على راسها
وهي تبكي
وتنادي ابي ابي
وطول الطريق هي تصرخ ابي
وطول الطريق هو يصرخ ابنتي
عجيب لهذا الزمان
وصلت ودمع العيون هطال
قالتها بصوت يكسر القلب
اي بوية
كول بوية
شنو تريد بوية
وهو يصرخ بنية اخرجيني من هذا البيت
بنية خذيني الى المستشفى
لا اريد هذا البيت
وحدها اختارها من بين اخوتها الذكور
وهي البنت
اخذته بسرعة الى المستشفى
وهنالك وضعوه في ردهة الانعاش
ومضى يوم وحالته من اسوا الى اسوأ
وبقيت هي خارج الردهة تبكي وتبكي
وفي اليوم الثاني
اخذت الاغماءات نصيبها منه
فساعة يستفيق زساعة يغمى عليه وبدأ الورم ياخذ برجليه معلنة لحظات الوداع
وطالت اغماءته الاخيرة
ولم يستفق منها
دخل ابناءه واحدا بعد واحد ما افاق
وبقيت هي للاخير
فدخلت
وما ان دخلت حتى فتح عينيه
ونظر بعينيها
نظرة اخيرة وودع هذه الدنيا وداعا ابديا
----------------------------
وكان عينيه تقولان
بقول رسول الله صلوات ربي عليه وعلى اله
رفقا بالقوارير
رفقا بالقوارير
فاحيانا تكون البنت بنتا
واحيانا تكون البنت بنتا واما وابا واختا
----------
هدى المالكي



حميد الغانم 14-06-2013 12:16 AM

التكامل اللحظي

من درس الرياضيات واخذ مادة التكامل الرياضي يجد ان هنالك انواع من التكاملات فمنها البسيط والمعقد ومنها الحجمي ومنها الخطي ومنها الاحادي والثنائي والثلاثي
ولكن من درس الرياضيات
لم يدرس التكامل اللحظي هذا التكامل الذي يجعل من لحظة واحدة تساوي حياة انسان كاملة بل حياة عائلة باكملها
وتكون العاقبة لتلك اللحظة البسيطة عاقبة وخيمة
ومن هنا ننطلق في قصتنا اليوم
والتي تشمل في طياتها ثلاث قصص بسيطة لا قصة واحدة
وعبرة في الاخر
---------------
القصة الاولى
طفل صغير او شاب او رجل كبير
طفلة صغيرة او شابة او امراة كبيرة
ايا كان منهم فقد اشترى اصبع موز له او لولده في السوق
اكله وما ان انتهى منه رمى القشر في الشارع
من غير تفكير ولا تدبير ولا عقلانية او اهتمام بالاخرين
لانه في نظره هذا شي بسيط لا يسوى شي
رجل شيخ كبير بالسن خرج من بيته وصته امراته ام عيالة
حجي بلكي وياك خضار للبيت
صار تدللين هذه اخر كلمات قالها وخرج من بيته يحمل كيسه
وصل الى السوق وتشاء الاقدار ان يكون محط رجله على ذلك القشر
اقصد قشر الموز وينزلق الحاج وتشاء الاقدار ان يقع راسه على حافة الرصيف الحادة
ويحصل له نزيف داخلي
وما هي الا ايام حتى فارق الحياة هذا الشيخ الكبير
--------------------
لحظة واحدة لو ان من رمى القشر فكر فيها ورماه في موضع الازبال لما صار ما صار
---------------------------------------
القصة الثانية
شب في الثلاثين من عمره موظف والحمد لله راتبه جيد
متزوج لها اولاد صغار وزوجة حنونة مطيعة
فشكر الله على ما انعم عليه
ابواه واخوته الحمد لله متمكنون حالتهم جيده
وموضوع قصتنا مرتبط بهذا الشاب
والتي تمتد في جذورها الى التسعينات من القرن الماضي حين وقعت حرب الكويت وقصف الامريكان ومن كان معهم محطات الكهرباء
وما بين ظلم صدام وقصف الامريكان انقطعت الكهرباء
واليوم نحن في عام 2013 اي بعد 23 سنة والعراقيون لم يروا يوما لم تنقطع فيه الكهرباء
الحمد لله دخلنا موسوعة كينيس للارقام القياسية بقطع الكهرباء
ما الحل
هي المولدات الكهربائية
واسال اي عراقي بسرعة البرق يجيب ما هي المولد سعر الامبير كيف ايصال السلك الكهربائي حتى ان الزرازير فرحة لانه اينما تذهب تجد محط رجل لها من كثرة اسلاك المولدات
وطبيعي فان المولد بعيد عن البيت بمائة متر او اكثر
ومن هنا يجر السلك ويشد على اعمدة الكهرباء الى ان يصل للبيت
واهل هذا البيت الذي جرت فيه احداث قصتنا اكملوا التسليك الى ان ربطوا السلك على قمارة الحديد الخاصة بوقوف سيارتهم
وتمر الايام وبسبب احتكاك السلك مع حديد القمارة حصل به زلغ او قطع بسيط
ولكن هذا البسيط يسبب صعقة كهربائية
كل فرد في البيت اتكل على الاخر في تصليح السلك او احاطته بعازل
عملية لا تستغرق ربع دقيقة فقط
ربع دقيقة من الزمن
مر يوم - يومان - ثلاثة - اسبوع - عشرة ايام
والسلك على حاله لم يصلح
وذات يوم
صاحبنا الشاب بدأ بغسل السيارة وطبيعي والسيارة تحت القمارة وصارت الارضية مبللة وهو مبلل وتشاء الاقدار ان يضع يده على حديد تلك القمارة ويصعق بالكهرباء
صررررررررررررررررررررررخ صرخة عظيمة
فزع الاب الاخوة الام الزوجة اولاده نحوه
وجدوه خشبة يابسة
حملوه الى المستشفى الى الطوارئ
هنالك قال لهم الطبيب
عظم الله لكم الاجر بوفاة ابنكم
اخذوا بالصراخ ولات الحين حين صراخ
وكل بعينيه يعاتب الاخر على اهماله في عدم اصلاح السلك
----------------------------
لحظة او دقيقة كان من الممكن ان تنقذ حياة وروحا وعائلة والا تحرم اطفالا صغار من ابيهم
------------------------------
القصة الثالثة
شاب بمقتبل العمر له 17 عاما
من الله عليه بذكاء قوي وكثيرا ما كان ابوه يعاتبه بني لما لا تدرس
الحقيقة هو كان يقعد من النوم فجرا مع اذان الفجر
يصلي ويقرا للامتحان وحتى وقت الامتحان اي ثلاث ساعات
ثلاث ساعات كفيلة بهضم المادة عنده والنجاح
وبتفوق حتى اعجب المدرسون بذكاءه وفطنته
وفوق هذا كان يعين ابيه في عمله
فهاجر ابوه يعمل في احدى السفن البحرية ومن المعروف ان هذه السفن تستغرق اشهرا حتى تعود الى محطته الاولى
وكان هذا الشاب يعمل عاملا في البناء
او كما يسمى في العراق العمالة وهو عمل مرهق متعب جدا
ولكنه كان يعين امه في معيشتها هي واخوانها حتى ياتي ابي
دائما يقول الى حين يرجع ابي
الحمد لله رجع الامر وتحسنت الاحوال
وسافر الاب مرة اخرى واخرى
واخر مرة قرر الاب عدم السفر والبقاء في بيتهم الذي بنوه للتو
الا ان الاقدار شائت ان تعطل احدى رافعات السفن ولابد من سفر الاب الى الخارج بالطائرة لاصلاح تلك السفينة
موعد السفر بالليل والمطار بعيد
خرج الاب وقد وصى ابنه ذو السبعة عشر عاما بان يدير باله على اخوته وامه
وتشاء الاقدار ان ينقطع سلك المولد
ولكن هنا كان القطع بسبب صاحب سيارة حمل قد جلبت ترابا الى احد البيوتات المجارة
وهذا صاحب سيارة الحمل قد قطع سلك الكهرباء
نفض حمله من التراب ولم يهتم بالسلك الذي قطعه مع معرفته بذلك
ولم يهتم بان تدورس قد طفل حافي على ذلك السلك فيتكهرب او يصعق او يموت
لم يقدر كما لم يقدر من رمى قشر الموز ولم يقدر من اهمل تصليح السلك
كما في قصتنا الثانية
ونسينا ان نذكر ان هذا الشاب فاهم في امور اللحام والحداة والكهرباء والبناء وكثير من الامور التي تعلمها من ابوه
ذهب الى صاحب المولد اخبره ان يفصل الكهرباء ولا يعيدها الا اذا اخبره بذلك
عاد الى البيت اخذ السلم وصعد على عمود الكهرباء
وبالفعل شد السلك واحاطه بعازل بلاستيكي
اراد ان ينزل
جاءه احد الجيران قال له ممكن ترفع لي هذه الاسلاك
لانه هو صاحب البيت الذي جلب له صاحب سيارة الحمل التراب
وقال اريد ان ارفع بنائي ولابد من رفع الاسلاك الى الاعلى
رفع السلك الاول
ثم السلك الثاني
ثم الثالث اصيب بصعقة كهربائية خفيفة
وهو في اعلى السلم
قال يا عم 0 مخاطبا جاره . ان هذه السلك صعقني
قال اتركه واعمل على السلك الرابع
وتشاء الاقدار ان تعود يده الى ذات السلك الى نفس الموضع ويصعق هنا ويلتصق بالعمود فعلا الصراخ والعويل
حملوه الى المستشفى
حاول الطبيب ساعة كاملة ان يسعفه ما نفع
قال عظم الله لكم الاجر بوفاة ابنكم
------------------------------
وكثيرة هي الحوادث بسبب الكهرباء
وضمير المسؤول غائب لا يفكر ولا يقدر
-----------------------------------------
اقول كل انسان عليه ان يفكر بان اللحظة او الثانية او الدقيقة لا تعني نفسها بل ممكن ان تعني عمرا او حياة او عائلة او فرحة طفل ممكن ان يتيتم بسبب هذه اللحظة
وممكن ان تنقلك هذه اللحظة من حال الى حال
لذا علىينا ان نكامل لحظاتنا لنرى مستقبلنا ولا نخسر حياتنا و اهلينا او احبتنا
اغتنموا الفرص فانها تمر مر السحاب
--------------
كتبها حميد الغانم


حميد الغانم 21-06-2013 12:30 AM

التوفيق

نعم هي قصة لا اعرف ان عكست الارادة او التفاني او التضحية او الحب او الاخوة او الظلم او او العدل الالهي او الاجحاف
نعم هي قصة حملت معان كثيرة وكبيرة
اذا تخرج هذا الرجل المؤمن من الاعدادية بمعدل اهله ان يدخل كلية الهندسة
علامات الذكاء بارزة عليه وعلى الرغم من فقره وعمله في ارضهم الزراعية وخصوصا زراعة النخيل حيث السعف والشوك حيث الرطب والتمر
حيث الليف والجذعة
وسنة بعد سنة قضاها في نجاح الى نجاح انهى كلية الهندسة وتخرج منها
التحق بالخدمة العسكرية
كان لا يملك الكثير من المال بل كاد ان يكون معدما
ولا يملك حتى سعر كوب الشاي الرخيص
وتشاء الاقدار وهو في خدمته العسكرية ان يكون مسؤولا عن مشروع بناية معينة
ومع فقره وتعبه وعدم امتلاكه للمال
عرض عليه ذاك المقاول مبلغا كبيرا في جينها
كي يتغافل عن الاخطاء او اقول الغش في البناء
الا انه رفض وبقوة هذا الامر
وبقي على نقاءه وصفاء
وبالفعل اعيد بناء الاجزاء المغشوشة من البناء
طبعا مع نقمة ذاك المقاول على صاحبنا المهندس
انهى خدمته العسكرية الحمد لله وتوفيقه تعين ذاك الرجل وبدات الامور المالية تتحسن شيئا فشيئا
وتزوج من امراءة عفيفة شريفة طيبة
الحمد لله
سعادة بدات تغمر بيتهم بمولودهم الاول
والثاني والثالث والرابع
وهبت رياح الغدر والخيانة لتعصف بهم وتشل احوالهم وتمرمر حياتهم باقسى انواع المرارات
نعم حاله من حال غيره من خيرة شباب العراق
من انظف شباب العراق من اشرف شباب العراق
من انزه شباب العراق من اتقياء واوفياء العراق
اعتقل بتهمة الانتماء لحزب الدعوة الاسلامية في
حينها وتاييده للشهيد الصدر الاول
نعم وما هي الا اشهر حتى اعدم هذا الرجل الشريف
على يد رجالات الامن الصدامي
صدر قرار بمصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة
اربع اطفال صغار واخرهم رضيع وزوجة وحيدة
طردوهم شر طردة من بيتهم
حتى ان الابن الاكبر يروي تلك الحادثة ودموع الحسرة على خدوده تسيل
ووجع الغدرة الكفرة في قلبه يحفر
قال ما لحقنا الا نقلنا بعض الاغراض والذهب الى جيراننا جزاهم الله الف خير
حتى طبت علينا سيارات الصداميين تحمل ريح الحقد والغدر والكره والبغضاء
طردونا بملابسنا التي علينا
وحيدين اطفال ايتام اربع
مع امنا ماذا تفعل
هب لها اخوها الذي بقي هو ايضا وحيد فاخوته الاثنين ايضا اعدمهم رجالات البعث الصدامي
وتستمر مسيرة القوافل التي اعدمت من شبان العراق وخيرته ونبعه الصافي
وايام مرت وعرض البيت الى البيع علنا بعد ان صادره ازلام البعث الصدامي
والذي يبكي ويدمي القلب
ان اناسا كثير جاءوا ليزايدوا على هذا البيت
اي وفاء عندهم
اعجب لهذا الزمان الاغبر
اذ يقول كثير
ياليتنا كنا معكم
ولكن قسما من هؤلاء يذهب ليسلب ارض من جاهد ضد الطغيان الصدامي ولياخذ بيت من جاهد وقارع هذا النظام
اليس هؤلاء على نهج الحسين
اليس هؤلاء على درب الحسين
فما بالكم تغدرون بهم
لم تنفع الكلمات
بيع البيت وصارت الزوجة والاولاد في بيت خالهم
ساعة تبكي وتنوح وساعة تربي اولادها الصغار تطعمهم تكسوهم
وتستمر الفاجعة
اذ ذات يوم تنفجر قنينة الغاز على امهم وهي في المطبخ لتحترق تلك الام وتموت وهي في طريقها الى المستشفى ومع بكاء اطفالها ووجعها
اخر كلمات قالتها اولادي اولادي اولادي من لكم من بعدي من لكم من بعدي
فارقت الحياة تلك الام ودموعها بين الم الحريق وبين حريق فقدان اولادها ومصيرهم المجهول
رحمها الله تلك الام الوفية لزوجها والمضحية لاولادها
عاد الصغار الى بيت جدهم في احدة مناطق الريف
قليلي الكلام معزولين عن الناس والوحدة والوحشة توجعهم تبكيهم تذيقهم مرارات ما بعدها من مرارات
وكبروا شيئا فشيئا
وحالهم من حال ابيهم
برزت عليهم علامات الذكاء
انهوا الابتدائية ووصلوا الى الاعدادية
تخرج الاول فدخل كلية التربية
وتخرج الثاني ودخل كلية الطب
والثالث والرابع لا زالوا في الاعدادية
ونتيجة لعدم امتلاكهم اي اموال فالفقر لباسهم وجلبابهم رحلوا الى المدينة قرب كلياتهم وانتقل الصغيران معهم الى مدارس اعدادية قريبة
وصاروا يدرسون ويعملون
يدرسون في النهار وعصرا يعملون في حرارة الشمس ولهيبها في مطر الشتاء وبرده
يعملون ويجمعون المال ليدفعوا ايجار غرفة الفندق التي سكنها الاربعة
ومع هذا صارت قوات الامن الصدامي تتابعهم تضع الوكلاء الامنين ورائهم تلحقهم اينما ذهبوا
ومن مكان الى مكان يتشردون مضطهدين
وضرب الحصار العراق فساءت الامور من سئ الى اسوأ
وما عادوا يملكون الايجار
وضاقت الدنيا برحبها عليهم
وحن عليهم رجل له فندق قديم مهجور وقال اسكنوا فيه كحراس بلا مقابل
هو سكنكم مقابل حراستكم
كنت امر عليهم احيانا فكان كل عشائهم وغدائهم وافطارهم هو الطماطمة وقطعة خبز بسيط
لا تغني ولا تسمن من جوع
وايام يبقون بلا اكل يعصرون بطونهم من الم الجوع واجسادهم النحيلة الخاوية قد هدها ذاك الجوع
يذهب واحد وياتي واحد يعملون ويجمعون الفلس مع الفلس ليكملوا دراستهم
واستمر البلاء اذ فتحت احدى دوائر الامن قرب ذاك الفندق
ومع ماضيهم المرير الذي يصل الكفر في نظر الصداميين
صدر الامر ايضا لا بد من اخلاء الفندق
حقيقة خلال هذه الفترة انقطعت عنهم
لذات اسبب اذ وصل الامر بنظام البعث والامن بملاحقتي وغيابي عن اهلي شهرين لا يعرفون خبر مني وكنت مختبئا عند صديق من مطارادات البعث
هي قصة اخرى نرويها غير يوم

فانقطعت اخبارهم عني وهم ايضا قطعت اخباري عنهم
ولكن توقعي نفس الشي من مكان الى مكان مطاردين منبوذين مهجورين بنظر اغلب الناس مجروبين مريضين حقراء لا يجوز لهم العيش ولا الحياة
وهي كلمة كثيرا ما قيلت لي ولاخوتي
نكمل قصتنا
تخرج الابن الاكبر من كلية التربية بمعدل بسيط خمسين وبضع درجات
وتخرج الطبيب بمعدل متوسط
وبنظري الخمسين تساوي مائة مع ما مروا به
فلا تقاس الدرجة بالورقة وحدها
بل بما حولها من ظروف وحصار وجوع وخوف واضطهاد وظلم وقهر ومرارة
وبقي الاخ الثالث يدرس معهد اعداد المعلمين
والرابع دخل كلية التربية مع توقع اغلب الذين يعرفونه برسوبة لقلة قراءته
نعم ولكن الدرجة ليست بالقراءة بل هي الفكر
وكما قال الشهيد الصدر الاول
ان محمد باقر الصدر صار 10 بالمائة يقرا وتسعون بالمائة يفكر
فلا نبقى جامدين خامدين لا نفكر بما نقرا بل نقرا ونفكر
انهى الاخوان الكبير الخدمة العسكرية
والطبيب الحمد لله تعين
وذلك لحاجة الدولة في حينها الى الاطباء
اما الاكبر خريج كلية التربية
فمنع من التعيين
كون التعيين في اي وظيفة يتطلب شي
يسمى بالموافقة الامنية
اذ من اراد التعيين في زمن صدام
ترفع تقارير حولة من منطقته الى مديرية الامن العامة ومنها تعمم الى الدوائر
فان كان صدامي الهوى موالي للحزب والثورة كان بها وهذا الحال لا اقول لكل من تعين ولكن الاعم الاغلب كان هكذا
ومن هنا تدرجت مسميات حزب البعث فقسم صار مؤيد وقسم نصير وقسم نصير متقدم وقسم عضو عامل وقسم عضو منظمة وفرقة وشعية
وتعدت الاسماء والحزب واحد واحد
واستمر حال الاكبر هكذا بلا تعيين يعمل ببيع قناني الماء على السيارات وما شاكلها من اعمال
واستمر هذا الحال اعواما واعوام وتخرج الاخ الثالث من معهد اعداد المعلمين
وايضا لم يحصل على الموافقة الامنية ومنع من التعيين اما الاخ الرابع فبقي طالبا في كلية التربية
وصار سقوط النظام الصدامي في عام 2003
ولاختصار القصة كي لا تطول
تعينا انا والاخ الاكبر في ذات اليوم
فكلانا ممنوع من التعيين لنفس الاسباب
الحمد لله تعينا وبدانا بالدوام في الجامعة
وصار هذا لاخ الاكبر معيدا
واما الاخ الطبيب فبدا باكمال دراستة للحصول على شهادة البورد العربي والعراقي في الطب
اختار اختصاص الانف والاذن والحنجرة
ومضت الاعوام والاعوام
بدات الاحوال تتحسن شيئا فشيئا
استعادوا بيتهم القديم
صحيح متهالك اصلحوه
وعاشوا فيه مع حاجته الى كثير من الاغراض
جاءوا باغراض الطفولة التي حملوها وامنوها عند جيرانهم يحملونها من بيته الى بيتهم والدمع بعينهم
ذكرى ابوهم المعدوم
ذكرى امهم المحروقة
ذكرى مرارة عيشهم
ذكرى وجع وذكرى حزن وذكرى جوع وذكرى شبع وذكرى ظلم وطغيان ونبذ الناس اليهم
والحمد لله ذهبت اليهم ذات يوم وحقيقة دخلت الى بيتهم ما بين الحزن وبين الفرح
وذكرى كفل صغير مع ابي مررت الى بيتهم كان مليئا بالسعادة والفرح
وبين ما مروا به من فجائع تهتز له الجبال ويشيب لها الصبي الصغير
وهناك ذكرى اليمة لي في بيتهم
حيث نخلة البرحي وعمرها العشرون عاما
اهديت من والدي الى والدهم
وبقيت تلك النخلة شاهدة على تلك الصداقة بين ابوينا مع رحيلهما ولم يتم العثور على جثتهما الى يومنا هذا دفنوا وصاروا اهل المقابر الجماعية
حان وقت الصلاة والغداء
جاء الاكبر هل تصلي ام تتغدى قلت لا
اصلي ومن ثم الغداء
انتهينا بحمد الله ووضع السماط والطعام
الحمد لله اين كانوا واليوم اين صاروا
الحمد لله
تزوجوا وصاروا اباءا لاولاد وبنات
وبنوا بيوتهم بانفسهم وحر مالهم
وصاروا يحكون لابناءهم عن بطولات جدهم وخالهم وحالهم
ان الذي دعانئ ان اكتتب هذه القصة
فقبل ايام اكمل الاخر الاكبر الماجستير في علوم الفيزياء بدرجة جيدا جدا
واتجه الى ان يكمل الدكتوراه
وقبل ايام اكمل الاخ الطبيب شهادة البورد في الطب
واما الاخر الاصغر فاكمل الماجستير في علوم الكيمياء وهو اليوم يتجه الى الدكتوراه
واما الاخ الثالث فهي حكاية مفجعة استمرت بعد سقوط النظام
يحين وقت حكايتها ومرارتها
نعم لنتعلم منهم كيف صبروا وجاهدوا واحتملوا وارادوا وصمدوا وحققوا ما يصبون اليه وما سيحققونها
فان غيرهم لو مر بظروفهم لانكسر وانهار
الحمد لله الذي جعلهم نموذجا للارادة والقوة
كتبها حميد الغانم

حميد الغانم 28-06-2013 01:11 AM

قسم صغير
ولد في الخمسينيات من هذاالقرن الماضي هو اول اولاد ابيه
ابوه يمتهن الخياطة ملتزم الدين والاخلاق ورع صبور شكور
نعم هكذا حال ابيه وابنه احمد الابن البكر
تربي بكنف ابيه الذي علمه الدين والاخلاق والصلاة في سني عمره الاول
بدت عليه علامات الذكاء والنباهة منذ نعومة اظافره
وكان يذهب للمدرس يقرأ يكمل واجبه ويسرع الى مساعدة ابيه في محل الخياطة
وينهض من الصباح الباكر يصلي ويقرا القران الكريم ويذهب بعدها الى ارضهم الزراعية يحش الاعشاب الخضراء لحيوانتهم
ونجح بتفوق ومن الاوائل في الابتدائية
الى ان وصل الى الصف السادس الابتدائي
وذات يوم
عاهد نفسه امام الله عز وجل الا يقسم او يحلف في ذاك اليوم
نعم مر الدرس الاول والثاني
وكان احمد يقرا بكتابه في حديقة المدرسة
وصادف ان الوقت هو ربيع حيث الازهار الموردة المتفتحة بعطرها
وكان بعض الطلبة قد عبثوا بالحديقة وقطعوا بعض اورادها واوراقا
جاء فراش المدرسة وامسك بالصغير احمد
قال انت من قطعت الورود والاوراق
قال لا لم افعل
فقال له ذاك الفراش احلف بالله انك لم تفعل
قال لا اقسم
كررها الفراش مرة اخرى
قال اقسم
قال لا اقسم
ولكنني اقول الصدق
قال اقسم بالله
قال لا انا قلت الحقيقة ولم اقطع الورد
فما كان من صاحبنا الفراش الا ان ضرب ذاك الصبي احمد
اي ضربة موجعة كرر الضربة عدة مرات ومرات
واحمد لم يقسم
عاد في اليوم التالي الى الفراش الذي ضربه
قال له اقسم بالله العظيم انني لم اقطع الوردات او الورقات
بل كنت اقرا
فتعجب الفراش حينها
قال لما لم تحلف
قال لانني عاهدت الله الا اقسم في هذا اليوم
وكان الله اختبرني بك وبعقوبتك فما نكثت عهدي مع ربي
منذ نعومة اضافرة وصباه تعلم قوة الارادة والصمود
عاد الى البيت كعادته صلى الظهر نام قليلا اكمل واجبه ذهب الى السوق ليساعد والده في الخياطة وكسب قوت معيشتهم الصعبة وخصوصا انه صار لديه اخوة واخوات
ومرت الايام وتخرج من السادس الابتدائي وكان من الاوائل على محافظته
وتمر الايام والسنين
ويكمل امتحان البكالوريا
ويتخرج منه بمعدل عال جد جعله من العشرة الاوائل على المحافظات الجنوبية في العراق
ودخل كلية الطب
وهناك كان مسؤولا عن القسم الداخلي في كلية الطب
وكان دائما ما يوقظ الطلاب لصلاة الصبح
ويشد عزمهم على الصلاة والصوم
ويعظهم وينصحهم باسلوب ابوي اخوي
وتقبله كل اهل القسم
وكان يجالس اصحابه ويشرح لهم كتاب فلسفتنا للسيد الشهيد الصدر
وحوله كثير من الطلبة ملتفون
واكمل سنينه الست في كلية الطب وتخرج منها
وكان لا بد له من ان يصل الى سنة الممارسة الطبية
في هذه السنة
اعتقله ازلام النظام الصدامي البعثي
وسجن فترة من الزمن
واخرج
وعاد الى ما كان عليه
من وعظ وارشاد وصلاة وصوم
وطلب منه ان يكون بعثيا فرفض
ولم يقبل هذا الفكر
وصار يحاكي الناس عن ابعاده النتنة العفنة
عن بلاءه القادم عن حكمه
فما كان من النظام المقبور الا ان يعتقله
حيث كان احمد مسؤولا عن اخوته واخواته
بعد اعتقال والده من قبل النظام البعثي
وكان الوقت بداية السنة الدراسة الجديدة
فاخذ اخوته الثلاث الا الاخ الرابع الذي تاخر قليلا
فتبعهم الى السوق
لحق بهم
وجد اخوته الثلاث الصغار بيدهم ملابسهم الجديدة
ولم يجد اخوه الاكبر احمد
حار سؤالا
فطبع الناس ان تفرح بملبسها الجديد
الا اخوته كانوا يحملون المالبس مرعوبين خائفين وجلين
سالهم اين اجد احمد ليتشري لي ملابس مدرسة
قالوا بدمع العين
ان احمد اعتقله رجالات الامن واقتادوه الى مكان مجهول
وبقي هذا المكان المجهول مجهولا حتى وقتنا هذا ويمنا هذا اي عام 2013
معدوما مقتولا لا جثة ولا قبر ولا ضريح ولا شاهد
الا من ذكريات موجعة
وبقي ذاك الاخ الاصغر سنتها يداوم مدرسته بملابسه القديمة الممزقة البالية
نعم
هو احمد
اخي الاكبر
نعم
والاخ الاصغر الذي بقي بلا ملابس جديدة للمدرسة هو كاتب هذه القصة حميد الغانم
---------------------
لنتعلم الارادة القوية وتحمل الاوجاع والصبر من قسم الصغير احمد
وحفاظه على عهد
فلنتعلم كيف نعاهد انفسنا على الصلاح والفلاح والقوة والاراده
ومن حكايات احمد في السجن قبل ان يعدم
انه حين علقوه بالحبال ليعذبوه
وكان ازلام السجن من الوحوش الذين لا يوجد بقلبهم ذرة رحمة
كان بني امية رجعت من جديد في عهد صدام والبعث
وهو معلق الى سقف الغرفة بالحبال
ضربوه ليس بالسياط بل باسلاك الكهرباء
او كما تسمى عندنا الكيبل
مرة ومرتين وثلاث
ومائة ومائتين والف
وهو كان قد عاهد نفسه امام الله عز وجل الا يقول كلمة اخ
نعم
وكان من معه بالسجن يسمع صراخ ووجع من كان يعلق بالحبال ويضرب
وحين يصل الامر الى احمد كان يسكت
فلا يقول اي كلمة انما يسبح الله عز وجل بلسانه
فساله من كان معه
لما لا تصرخ
فقال اخاف من ان كلمه الاخ او الاه
تجر كلمة اخرى واخرى
فاضعف
لنتعلم ان نضعف امام الصعاب
من قسم طفل صغير اسمه احمد

حميد الغانم 12-07-2013 01:01 AM

الغفلة

نعم هو معلم يربي الاجيال ويعلمهم الاخلاق الطيبة الكريمة والالفة والمحبة قبل ان يعلمهم القراءة والكتابة
يعلمهم المواضبة على الدوام والاجتهاد في العمل والصدق والامانة
هكذا كان درسهم
ولكن خارج الدرس ماذا يفعل
يعمل بالربا فقد اغوته الاموال وجرته الى عالم العصيان والمكابرة والحرام
فصار يعمل بالربا والاموال الحرام وصار يتستغل حاجة الناس دون مراعاة لضيقهم وحاجتهم ودون عطف اي يناقض نفسه بنفسه يناقض ما يعلمه الى طلبته ويعمل عكس ما يقول
لما تقولون ما لا تفعلون
وطبيعي زادت الاموال التي بين يديه ويزداد معها الربا والسحت اكثر فاكثر
نصحه ناس معه ما نفع النصح
وعظوه وقالوا كفى واقنع فان ما لديك يكفي ويزيد فارضى برزقك ورزق عيالك
غرته الدنيا وتكابر اكثر فاكثر مع عناده المتزايد يوما بعد يوم
وطبيعي مع كثرة الاموال وكثرت المتداينين منه وكثرة الربا والحسابات
اهمل بيته شيئا فشئيا
فما عاد يجلس مع اولاده كثيرا
وما عاد يبقى في بيته الا القليل
ليس كالسابق
وكثرت طلعاته الى خارج بيته
نعم من ياكل الناس سوف ياتي يوم وياكلونه لانه حين يخرج لياكل لحمهم سوف يبقى بيته بلا حماية
هكذا مع بعض الحوادث الدنيوية البسيطة والمتوسطة التي ترادفت عليه مع الايام
رحمة من الله وتنبيها اليه بان ينهض من غفلته وسباته العميق
مر الحادث الاول ما انتبه
مر الحادث الثاني ما انتبه
كر الحادث الثالث ما انتبه
بقي على طمعه جشعه تكبره عناده
وامواله قد لفت قيودها حوله فانى له بقوة ان يقطع ذاك القيد
وذات يوم
وقلناها مرارا اخ والف اخ من ذات يوم
كانت زوجته مع ابنها لصغير في البيت وهو بجنبها
فانشغلت عن ابنها لحظات بسيطه
واي لحظات بسيطة كانها بطول الدهر
انتبهت بعد هذه اللحظات
اي ابني اين ابني
صرخت باسمه
علا صوتها صرخت لطمت
ركضت الى كل غرفة
خارج البيت
في الحديقه
وقلبها يشتعل نيرانا ولهبا وصدرها ضيقا فلا تكاد تتنفس
وقلب الام دليل على ابنها المسكين
ركضت صوب حوض ماء كبير كان عندهم في البيت
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ أأأأأأأأأأأأأأأبتي
صرختها صرخه عظيمة
فقد وجدت ابنها غارقا في حوض الماء
قد امتلات رئتاه بالماء وانقطع النفس وتوقف القلب
وصعدت الروح الى خالقها عز وجل
وبقيت سكرة الحزن والهم تعصف بقلب الام
وهي تنظر بعينيها الباكية الى ذاك الاب الجشع الطمع الذي
اخذت الدنيا منه اعز ما كان له
ووضع الاب امواله كلها امامه عدها جمعها
وهو يقول لنفسه
يا نفس لو وضعت هذا المال كله بكفة ميزان ووضعت كلمة بابا من فم ابني بميزان
لكانت كفة كلمة بابا اثقل بملايين المرات
ولات الحين حين مندم
وهذا درس من دروس الدنيا وعبرها الكبيرة والكثيرة
ان الرزاق هو الله فلا تطلب رزقك بالحرام
وان ابنك اغلى ما تملك فلا تبيع الغالي بالرخيص
والاهم
ان لحظة غفله تساوي حياة باكملها
فلا تحتقر يا ابن ادم لحظة بسيطة لانها تعني الكثير الكثير
ولا تنظر الى ذنبك بل انظر الى من عصيت
كتبتها احدى طالبات قسم اللغة العربية
وحررها حميد الغانم



زخات مطر 13-07-2013 12:40 AM

اعاذنا الله واياكم من مال الحرام ومن الغفلة
وهدانا لما يحب ويرضى
ان كان حكيم فليتعظ بعد هذا التنبيه
شاكرة للكاتبة ولك استاذنا الكريم

حميد الغانم 19-07-2013 02:05 AM

الشكر لله اولا واخيرا
وحقيقة انا لا اعرف اسم الطالبة للامانه
لانه عندي مجموعة من الاوراق القصصية للطالبات
وقسم يكتب اسمه
وقسم لا يكتب لانه لا يقبل ان ينشر اسمه
وهذه القصة من ضمن الوريقات التي بلا اسم
اسال الله لك الخير كله
حميد الغانم

حميد الغانم 19-07-2013 02:52 AM

أوجاع حسن
============
وثق بباب ردهة الولادة رفع يديه الى السماء
مى ذهابا وايابا
قلق هو
علامات الخوف بادية على محياه
لم يستقر خالإ مرعوب
هو حسن
طفل بلغ الثانية من عمره
نبه ذكي فطن
قد يستغرب البع

حميد الغانم 19-07-2013 03:33 AM

أوجاع حسن
============
وثق بباب ردهة الولادة رفع يديه الى السماء
مى ذهابا وايابا
قلق هو
علامات الخوف بادية على محياه
لم يستقر حاله مرعوب
هو حسن
طفل بلغ الثانية من عمره
نبه ذكي فطن
وقبل ان نكمل لنعود قليلا الى الوراء
حسن يتيم
نعم هو يتيم
اذ اعدم صدام اللعين وازلامه ابوه وهو صغير
وترك له اختين
مع هموم كبيرة وكبيرة
ومع اعدام والده فقد حضن والده الطيب الذي كان يرعاه
فقد الذي كان يحميه ويدافع عنه
فقد من كان ياخذه للسوق ليشتري ولده
وفقد كثير
طثيرا من الناس تصوروا ان حسن صغير لا يحس لا يشعر لا يتالم
ولكن انى لهم ذاك
وقلبه اكبر من قلبهم
كان يرى دموع امه تسيل على خدها تبكي حزنا وفقرا وجوعا
فلا معيل ولا مال ولا هدم
راح صوب امه جلس في حصنها
امي
سادرس واصير طبيبا
ساشتري لك الملابس ولاخواتي
امي ساشتري الطعام
امي ساشتري لك بيتا
امي ساشتري لحاف لك ولاخواتي
ساشتري لك عباءة جديده
حتى يرى البسمة على شفاه امه الحزينة وهي تمسح بيديها على شعره الاسود
وزاد الهم على قلب حسن اكثر واكثر واكثر
فالناس قلوبهم قلوب بعث مجرم لا يرحم
قلوبهم مع صدام وازلامه
كان قارون ظهر من جديد وماله يداعب ايديهم
والمجتمع بربري همجي لا يرحم
هذا ابن المعدوم
هذا ابن الخائن
هذا ابن كذا وكذا
وحسن يكبر همه وهمه
وتمر الايام
ويتزوج عمه اخو ابوه من امه
كما جرت العادة هنا في المناطق الريفية ان يتزوج الاخ من زوجة اخيه ليرعى اولاد اخيه
فهو الاحن والاقرب
وهكذا وصلنا الى ردهة المستشفى
وحسن واقف ينتظر الفرج بولاده امه لاخ او اخت من عمه زوج امه لا من ابيه
فابوه راحل منذ الامس
خرجت الممرضة لتبشرهم بان امه انجبت اختا صغيرة جميله
نعم
كتن حسن جميلا جدا
اعطاه الله من الجمال والذكاء والفطرة نصيبا وافرا
وتمر الايام
ويكبر حسن
ويدخل المدرسة
ويبرز بذكاءه بين اقرانه من الطلبة
حتى ان النسوة كن ياتين لامه
ويخبرنها
بانه لو كان عندهن ولد مثل حسن ذكي شاطر نبه لسجدن لله الف سجده شكر
وام حسن تستبشر خيرا
وتدعوا الله ان يحفظه من كل شر ة ومكروه
ولكن
هم حسن
وخوفه
ووجعه
المكتوم في قلبه
قد ظهر عليه في السابعة من عمره
فبان الشيب على شعر راسه الاسود
استغرب الناس
طفل في السابعة من العمر
يشيب
ما يحمله من وجع وهم
نعم هو صغير بالسن
ولكنه كبير جدا بالقلب والعقل
كان ذاك القلب الابيض يجمل وجعا ما بعده وجع
حزنا ما بعده حزن
اه ممتدة بطول الدهر
هو حسن
ونجح حسن من الابتدائية بتفوق
مع مساعدته لاصحابه بالدرس
كان حسن حنونا على اخوته
يزرع البسمة على شفاههن
ومع اصحابه
يتواصل معهم
يفتقد من غاب
يعود من مرض
يصالح بين هذا وذاك
وكان حسن كبير قومه
وتمر الايام
ويبرز شي اخر في حسن اضافة الى شعره الابيض
يبرز دينه
فهو كما هو والده كان
مصليا صائما تقيا ورعا
كانما زرع الله في قلبه الايمان زرعا
نعم
يصلي في اوقات الصلوات
وتشاء الاقدار ان يكون يوم النتائج
وهو الان في الثالثة عشر من عمره
وقد حصل على معدل عالي في الصف الاول المتوسط
ركض الى امه
فرحان
يمة يمة يمة
ترى نجحت
ورحت للصف الثاني متوسط
حضنته امه بحضنين
حضن ام حنون
وحضن ابيه المعدوم
وعادت تلك الضحكة الى قلب امه الحزين منذ زمان وزمان
ركض صوب اخواته
خواتي تعالن شوفن اخوجن نجح وبمعدل عالي
حسن مبتسم
حسن ضاحك
ساعد الله قلب امه التي كانت تتمنى ان تراه ضاحكا للدوم لا لوقت بسيط
خرج حسن الى الجامع ليصلي المغرب
قلنا انه مؤمن تقي مع صغر سنه
صلى صلاة المغرب
والعشاء
وعاد لوحده بشعره الابيض الاشيب
ومع فتح الباب لم يسمع الا دوي صوت اطلاقة مزقت ظهره لتخرج من صدره
استدار حسن لم يصرخ
استدار باسما صوب من رماه
ليجده هو ابن عمه الصغير ذو العشرة اعوام
نعم هو ذو عشرة اعوام
هو ابن عمه الذي ذهب والده عم حسن للصيد في مناطق الاهوار
وكانت هنالك اطلاقة في تلك البندقية لم تخرج او لم يستطع اخراجها
وحي عاد ذاك العم الى بيته وضع بندقية الصيد
لتجدها يد بن عم حسن
نعود
فما كان من هذا الطفل ذو العشرة اعوام
الا ان وجه البندقية صوب ظهر حسن من باب المزاح
ولكن
شاءت الاقدار ان تمزق قلب حسن
التفت اليه حسن
لم يصرخ
لم يبكي
لم يقل اه
تبسم وهو يرى ابن عمه هو من رماه
لم يستطع الوقوف
سقط على الجدار وهو ينزف
خرجت تلك الام الفزعة لترى ما جرى
التفت لترى ابنها حسنا مبتسما بعينيها
امي لا تحزن انا بخير
انا بخير
والى خير
صرخت تلك الام
صرخة مزقت احشاء الدهر
صرخة فزع لها اهل الدنيا
خرجت اخوات حسن
يمة يمه يمة
شنو صار
فوجدن حسن في حضن امه وهي تضع يديها على نزف قلبه
فزع اهل الحي
اركبوه السيارة
سرعان ما وصلوا الى المستشفى
حملوه من بين يديها
ولك يمة حسن وين جانت لك هاي
ولك يمة حسن
منعوها من الخروج من السيارة
لانه بلا عباءه
لا نعال
حافية
والدم على صدرها وملابسها
اخذته الممرضة منها
تركض صوب الطبيب
اخذته من بين يدين راجفتين
وهي تصرخ بمه
وتلطم الخدود
يمة حسوني
يمه حسوني
يمه حسوني
سارعت به الممرضة
ارادوا بطل دم
وضعت اخواته كل ايديهن
خذوا ما شئتم من الدم
خذوا روحنا
خذوا كل دمنا
حذوا وخذوا
ووتلك ام حسن
ياراد يوسف ليعقوب ردلي ابن حسوني
وصوتها الحزين يمزق الارجاء
ولكن هيهات هيهات
وقد علا صراخ اخوات حسن في المستشفى
معانا موت حسن ورحيله الى جوار ابيه
واما الام
فرحل عقلها الى دار اخرة
ولم يبقى الا الجنون
وبسمة حسن وهو ينزف دما
امي انا بخير امي بخير لا تبكي
طتبتها احدة طالبات قسم اللغة العربية حررها حميد الغانم

حميد الغانم 19-07-2013 03:53 AM

موجعة هي
=================
حقيقة قبل ان ابدا بكتابة هذه القصة لا بد من ان اشير الى شي مهم
وهو ان السنة الدراسية ونجح من نجح
واكمل بدرسين او ثلاث من اكمل
ورسب من رسب
والدموع كانت هي القاسم المشترك
دموع فرح
ودموع حزن للرسوب او الاكمال
واخرها دموع وداع
وخصوصا لدى الطالبات اذ سيفارقن بعضهن البعض ثلاثة اشهر او اكثر
حسب بداية السنة الدراسية
من هنا فان القاسم المشترك
الا وهو
ان من استجاب لطلبي وكتابة القصص المعبرة ذات الطابع الانساني الذي يهدف لبناء بشري نامي العقل والفكر
هو
الطالباااااااااااااااااااااااااات
ومن هنا ينعكس حديث رسول الله
صلوات ربي عليه وعلى اله
رفقا بالقوارير - رفقا بالقوارير

وتشاء الاقدار ان اخر ورقة قصص هي الليلة
ولم اقراءها سابقا للانشغال بالامتحان وتصحيح الدفاتر وما شاكلها
ولكن حقيقة حين قراءت هذه القصة نزلت دموعي وابكتني
وقد اسمت الكاتبة هذه القصة باسم
( في يوم من الايام كنا انا وصديقتي جالستين في الكلية)
ولكن
قررت ان ابدل اسمها الى موجعة
او اوجاع حسن
وكاتبة القصة كتبتها وهي تسمعها من فم خالة حسن تحكي وتبكي
فساعد الله قلب الام
التي فقدت ولدها
---------------------
ان بلاء ام حسن واخوات حسن
نتيجة اهمال شخص لبندقية او اي شي
يتصوره بسيط
مثل ترك بندقية صيد بدون قفل او ترك اطلاقة صيد في تلك البندقية
ام اعطاء طفل اشياء قاتله
هي نتيجة حتمية كما حصل
لليتيم
حسن
ونراه حتى في اخر لحظة من لحظات حياته
مبتسما بوجه حتى من قتله هو ابن عمه
نراه اقصد حسن
حنونا على امه المسكينة
وهو ينازع
وروحه تخرج من جسد
وهو يقول امي انا بخير
لا تبكي لا تحزن
وحقيقة اننا نحن الباكون على هكذا قلب حنون هجرنا
وترك لنا الاحزان
فان كان عندك من تحب
فلا تهمل كما اهمل عم حسن
حميد الغانم


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 11:21 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024